للإمام.. طالع للإمام

د.أمل الأسدي

في الأعظمية، في ( صعدة) جسر الأئمة، حيث الازدحام،
استدعاني ـ هذا اليوم ـ صوت صاحب(التكسي) وهو ينادي:
للإمام… طالع..
طالع للإمام..
بـ 750 اصعد للإمام…

فقلتُ: سبحان الله! هذا الطريق كان ومازال صراطا، تسلكه الأرواح والأجساد!
ـ (تكسي نفرات) للفقراء القاصدين مولاهم…
ـ للملهوفين الباحثين عن مدد!
ـ للمجروحين الباحثين عن جبر الخواطر والسند!
ـ للمكسورين الذين خذلهم القريب قبل البعيد!
ـ للمؤمنين الذين يتواصلون مع رسول الله(صلی الله عليه وآله) في أهل بيته!
ـ للحامدين.. الشاكرين الذين يبحثون عن مواطن الطهر والكمال ليسبّحوا لله!
ـ للموحدين الذي يطرقون أبواب” لا إله إلا الله، محمد رسول الله”
ـ لهولاء الناس الذين يعيشون بذاكرةٍ رطبةٍ، وقلبٍ أخضر، فلم تغب عنهم الأرواح التي حلّقت في حادثة
“جسر الأئمة”
– للعارفين الذين يدركون مواطن العرفان!
ـ للزاهدين العابدين الذين يتذكرون بشر الحافي!
– للباحثين عن هواء نقيٍّ… مُحمَّلٍ بعبق الضريح!
ـ للباحثين عن حريتهم .. وحقهم في التواصل مع إمامهم!

“تكسي للإمام” بلا موبايل بلا مجاملة بلا ديباجة…
بلا تملق… بلا موعد سابق!
بلا انتظارٍ في الصالة حتی يكتمل العدد ويأتي المسؤول!
بلا انتظارٍ في المكتب حتی يفرغ المسؤول ويسمح لكَ أن تتكلم!
( تكسي للإمام)بلا.. بلا زيتوني يلاحقك ..
بلا “سفاري نص ردن” يقتحم خلوتك!
بلا حواجز …
بلا حواجز يا موسی بن جعفر!

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا