خيارات امريكا في عام 2024

محمد صادق الهاشمي

بعد تصاعد الاعمال العسكرية ضد القواعد الامريكية في العراق وبعد موقف الحكومة العراقية بقيادة السيد السوداني وعدد من تصريحات ومواقف الاطار بضرورة بانهاء التواجد الامريكي يكون امام امريكا الخيارات التالية :
اولا. خيار التقسيم.
…………………
قد تلجاء امريكا الى خيار تجزية وتقسيم الجغرافيا العراقية إلى محور الانبار والموصل والاقليم ليكونا وطن للقواعد الأمريكية، وهو بعيد وهو ليس فرضية وانما هو مشروع اقترحه جوزيف بايدن عام 2007 ونال موافقة الكونكرس الامريكي بنسبة 75% الا انه احتمال بعيد التحقيق للاسباب التالية .
1- ان الثروات العراقية بنسبة 70% منها في الجنوب وفي مناطق الشيعة .
2- عدم وجود ممرات مائية للاقليم والمناطق الغربية .
3- عدم وجود ثروات كافية للاقليم والانبار , والقانون الدولي والعراقي يمنع عليهما استثمار الثروات وما حصل في المحكمة الفرنسية ضد الاقليم خير شاهد .
4- لاتشكل الجغرافيا في الاقليم والغرب العراقي ( الانبار ) عوازل كافية وحامية للقواعد الامريكية وما يحصل في القواعد الامريكية فياربيل خير شاهد .
5- لاترغب امريكا بتفكيك العراق حاليا لان اعلان ثلاثة اقليم على طريقة جوزيف بايدن يعني اعلان اقليم شيعي وتكوين دولة عربية عراقية شيعية جديدة في الخريطة العربية وهذا الاقليم بدوره يغير من الجغرافيا الاستراتيجية للخليج بميزان القوة العسكرية .
6- الخليج يمنع قيام اقليم شيعي يهيمن على الثروات والممرات .
7- الحشد الشعبي مانعا من التقسيم .
ثانيا. خيار الحوار وعامل الزمن
……………………
وهو خيار يعتمد على أن تجري أمريكا مع الحكومة العراقية مفاوضات تضع أمريكا خريطة طريق تناسبها هي وهذا يعتمد على وحدة الموقف الداخلي , وهو ممكن . ولكن هنا ثمة موانع من الخيار مع امكانيته وهي :
1- رغبة المقاومة في انهاء الوجود فضلا عن تصريح الحكومة والقوى السياسية وان يكون الخيار بيدها لابيد امريكا .
2- التاجيل والمماطلة يخلق لامريكا المشاكل الداخلية والخارجية خصوصا مع تصاعد الهجمات لانها تحبس انفاسها من توسعة الحرب ومعها الدول العربية وهي تحاول بالكاد الخروج من مازق غزة وتدارك انهيار اسرائيل .
3- قد تكون امريكا امام حرب مفتوحة ان ماطلت وعطلت فتوسع من مساحة الرفض لوجودها وتعزز دور المواجهة لها يكلفها الكثير وهي غير مستعدة والانتخابات الامريكية على الابواب .
4- امريكا غير مستعدة سياسيا وماليا لدفع فواتير الحرب الموسعة.
5- امريكا خسرت في لبنان واليمن وفلسطين والعراق وهي تدرك ان الاصرار على البقاء الطويل والمماطلة والتمديد يكلفها الثمن عاليا ويكرر سيناريوهات الانكسار سيما هي تعاني الان من الجبهة الدولية في اوكرانيا وغزة وتنامي حجم المقاومة وظهور عامل القوة العراقية واللبنانية واليمنية .
ثالثا . خيار الانسحاب مع ابقاء البعض من قواتها :
……………………..
أمريكا مازالت تشعر أنها بين خيارين عسيرين فإنها لاتريد أن تنسحب لأن هذا يوجد فراغ تملائه إيران والشيعة والمقاومة ويودي الى ظهور ( قطب شيعي ) مقابل القطب الامريكي ولا تتمكن من البقاء فخيارها يعتمد عامل
أ‌- الزمن.
ب‌- الضغط بطرق شتى منها الاقتصاد .
ت‌- المناورة والالتفاف .
ث‌- التأجيل قدر الامكان .
والخيار الاول هو الممكن لكن التحكم بيد العراقيين و بفعل عدم تكامل البنية العسكرية الامنية التي بقية ذريعة امريكا منذ عام 2008 بعد اتفاقية صوفا وسافا لكن جدية المقاومة والموقف السياسي الحكومي والاطار يجعل خيارات امريكا في المماطلة غير ممكنة وان الخيار يكون بيد الحكومة العراقية.

رابعا . الخيار الامريكي الواقعي .
………..
أمريكا شعرت أن جبهة الرفض في العراق للقواعد الأمريكية اقوى فالسنة والكرد والتيار العلماني وغيرهم كلهم ضعفاء أمام الإطار والحكومة والجهات الرافضة للاحتلال وان الاطار الان وحكومته ممسك بالدولة بقوة معززا بالساند المرجعي وايران والجمهور العراقي والحشد الشعبي وميول اغلب السنة والكرد للتعامل مع الحكومة الاتحادية فليس أمامها إلا القبول ب((الواقع الذي يفرضه الاطار والحكومة الاتحادية وان المخرجات بيد الحكومة العراقية وليس بيد امريكا مهما مانعت)), فالعراق كان عام عام 2008 اضعف مما هو عليه الان ولا يملك حشدا ولا موقفا موحدا مع هذا تمكن من اجبار امريكا على الخروج فالخيار بيد الاطار والحكومة والشعب المقاوم.
وما يقال انها سوف تضغط على العراق بطرق شتى فإن هذا الفرض بعيد فإن العراق- بنظر امريكا – أمامه فرص كبيرة وأسواق متعددة ودول كثيرة بديلا عن أمريكا وان اي ضغط من امريكا تجعل العراق يسير باتجاه ايران والصين والروس وهنا يأتي خيار قبولها الحل الذي يفرضه الواقع العراقي باذن الله .
النتيجة والتوصيات
………………
1- تبني الاطار والحكومة اخراج القوات الامريكية ضمن مشروع مدروس واليات وسقوف زمنية ولابد من تشكيل لجان يساهم فيها الامن والحشد والموسسات ذات الصلة .
2- توحيد الموقف وترصينه تحت شعار السيادة تعني ( الدولة + المقاومة ) بتبادل ادوار مدروسة .
3- ترصين الموقف السياسي الداخلي
4- دعم الحكومة وتقديم الخدمات .
5- مراجعة حسابات الموسسات الامنية العراقية .
6- تخصيص موازنات للسلاح وتاهيل القوى الامنية وعلى راسها الحشد الشعبي .
7- تفعيل دور الاعلام
8- تفعيل دور وحدة المقاومة في كل الميادين لتكوين اوراق ضغط دولية واقليمية
9- لايمكن التخلي عن غزة وفلسطين واليمن لان النجاح هناك نجاح في العراق وانكسار امريكا في غزة وهو الواقع الذي عليه الموقف الامريكي فرصة للعراقيين .
10- قد يحتاج العراق الى قانون برلماني وهو ممكن مع ان العمل بالقرار الذي صدر في 5-1-2020 كافيا .
11- مراجعة الاتفاقيات والمواثيق التي تضمنتها الاتفاقات مع القوات الامريكية وابطال مفاعيلها .

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا