سطر الشعب الفلسطيني عموما وشعبنا المجاهد في قطاع غزة بشكل اخص ملاحم صمود وسجلوا انتصارات ولوحات عزة واباء باتت درسا لكل العالم ،فغزة واهليها الذين تحملوا ما لا يتصوره اي عقل من بطش ودمار وقتل وحصار وتجويع ومحاولات اذلال وارغام ،وواجهوا كل ذلك ببسالة وتحد كبيرين ،فكان لما قدموا عظيم الاثر في هزيمة جيش الاحتلال الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي التي تقف معه وتشاركه هذا العدوان الغاشم بدعمها الة حربه التدميرية بكل جبروتها وطاغويتها.
ان مخططات العدو الصهيوني الغاشم المعلنة بتهجير وابادة الشعب الفلسطيني ،واجهها اهالي القطاع ومقاومتهم الظافرة بالكثير من الرسائل فكان التصعيد بالتصعيد، والقصاص ومعاقبة المحتلين الغاصبين نتاج لسياسة المقاومة في مسار الرد الحاسم المقتدر ،ولعل اهم الرسائل التي وجهها الشعب الفلسطيني وجمهور المقاومة والتي كانت ناصعة نقية ،مفادها اما البقاء في غزة والعيش بسلام وآمان منتصرين ،او الشهادة دفاعا عن الارض والوطن والكرامة ،نعم هي ذات الرسالة التي اطلقها الرعيل الاول من المسلمين لمن واجهوا الدعوة الاسلامية وحاربوها وحاولوا استئصالها ،فجاءهم الرد الايماني الحاسم ،لا تراجع اما النصر او الشهادة .
من غزة الى الجنة هو ذات الشعار وبنفس العزيمة والايمان فلا ارض بديلة ولا شتات ولا محاولة عزل ،فخيار المقاومة ورهانها يحسم الامر ويضع قضية هذا الشعب الآبي في نصابها ومسارها الصحيح ،فالغزاويين مشاريع شهادة وارادة انتصار ،لايقبلون بفرض الامر الواقع وخسارة الارض لصالح اولئك الاوباش ،ومن وقف خلفهم يغمز المقاومين ويصورهم على أنهم خطر يتهدد المجتمع الفلسطيني ، الرسالة الاخيرة التي انطلقت من غزة لا تقبل التأويل وهي الرسالة التي ينبغي اخذها بجدية وبشكل قاطع ،لا حياة لأهل غزة بلا غزة ولا هجرة و نزوح جديديين ،ولا مغادرة هذه الارض ولعل الارتقاء الى جنة الخلد والالتحاق برفاقهم واحبتهم ممن قضوا نحبهم شهداء في سبيل الوطن والارض ابلغ الخيارات وافضلها .
أذن مع كل ذلك الصمود والتصميم لا يمكن فهم هذه الرسالة وفك رموزها وتفسيرها الا بفهم ما يعنيه من اطلقوها بدقة ،ومعرفة ما انطوت عليه مضامينها ،وهي بلا شك مضامين انتصار واقتدار فلسطيني ، لاهزيمة لا تراجع لا تشتت ولا خضوع ،هي حرب حتى النهاية ،وثقة بنصر الله والمقاومة ،مع استعداد عال للتضحية والفداء، نعم ستروي الاجيال ذات يوم ،كما يتحاكى العالم من اقصاه الى اقصاه اليوم ،عن تفاصيل قصة اصرار شعب فلسطين ،وتحول غزة لقلعة صمود تهزم المحتلين وارادت الشر التي تدعمهم ،كما تروي فصول وحدة موقف محور المقاومة ووقوفه الى جانب هذا الشعب المظلوم ،وكفى بالمقاومين فخرا ان ينالوا شرف ثقة الغزاويين وشكرهم ، وبأنهم اشرف الناس واصدق الناس واوثق الناس ،ولا عزاء للخونة والمطبعين الاذلاء ،فقد خاب فآلهم وذهبت امانيهم كما سقطت اقنعتهم، ليتكشف دورهم الخياني يوما بعد اخر ، هو نصر بفخر او شهادة بعزة وللطامعين هزيمة وعار ، و انه لقول فصل خطته اكف المقاومين وعلى هذا عاهدهم شعبهم وجماهيرهم على السير معهم وتتبع اثارهم وذلك تمام الرسالة ،” رفعت الاقلام وجفت الصحف”.