صدق (برنارد شو) حينما قال؛ إن السياسة “هي الشئ الذي يجعلك تأخذ وكأنك تعطي”
مفرح أن تكون هناك إرادة جادة وعزم حقيقي لتحديد موعد ثابت لجلاء القوات الاجنبية ، وفي مقدمتها الامريكية بشكل كامل من الاراضي العراقية.
وأن تنبثق من هذا التوجه اللجنة العسكرية المعنية ببحث جدولة انسحاب قوات التحالف.
رغم ان سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد “ألينا رومانوسكي”، قالت في لقاء خاص مع “سكاي نيوز عربية”، إن الولايات المتحدة “لن ترحل عن المنطقة”، مؤكدة أن العراق “يمثل أهمية استراتيجية كبيرة لدى واشنطن”، وأن “العراقيين لا يريدون دولة تسيطر عليها ميليشيات”
مع ذلك وبلحاظ ماتقدم من ملابسات يجدر بنا الاشارة الى عدة نقاط حول هذا الموضوع ؛
1- ينبغي على الحكومة والمؤسسات الرسمية في الدولة جميعا وبالأخص المعنية بالتفاوض حول مستقبل العلاقة مع الجانب الامريكي ، ان تستحضر على الدوام أن أمريكا ماكانت لترضخ وتمتثل لارادتنا الوطنية وتقبل بالبحث عن نهاية لتواجدها العسكري في هذا البلد ،لولا ماتلقته من ضربات موجعة على يد المقاومة.
2-من الضروري جدا أن يصار الى توظيف فعل المقاومة وممازجته مع الجهد الدبلماسي والسياسي للخروج بصيغة نهائية ووافية بجميع حيثياتها
لانهاء كافة اشكال التواجد العسكري والاجنبي في العراق.
3- ينبغي ان تتوفر محاضر الحوار على مفردات واضحة غير فضفاضة أوحمالة وجوه.
من قبيل العلاقات المستدامة ،الشراكة ،
التواجد. مستشارين ، تقييم مخاطر داعش . الخ
4- ملفت أن نرى الحكومة قد أحجمت عن الرد على تصريحات البنتاغون والكونغرس والسفيرة الأمريكية
وهم ينفون عزم الولايات المتحدة الانسحاب من العراق.
بينما تتحدث حكوتنا عن انها التواجد العسكري بشكل كامل ونهائي
5- نظرا لتباين التصريحات بين الجانب الامريكي والجانب العراقي بشأن المحادثات الجارية حول انسحاب القوات الأمريكية من البلاد
فإننا نعتقد أن الولايات المتحدة تسعى لاستبدال نفوذها العسكري المحدود بهيمنة ستراتيجية مطبقة بعيدة الامد وبغطاء قانوني أممي.
6- تمتلك امريكا قوة دهاء ومكر عالية مع امكانية هائلة للالتفاف على الاتفاقيات الثنائية
فبينما يتحدث الجانب العراقي عن اللجنة العسكرية الثنائية لتقييم
خطورة داعش تتحدث السفيرة الأمريكية عن الانتقال الى شراكة أمنية (مستدامة).
وهنا تتباين الغاية والأولوية بين البلدين ، فبحث تقييم خطر داعش يوحي بتقدير حاجة العراق لبقاء القوات الامريكية ام لا . في حين
يعني التباحث بشأن الانتقال الى شراكة أمنية مستدامة ، العمل على ايجاد السبل الكفيلة باستمرار بقاء
القوات الامريكية في العراق.
7- غالبا ما يربط المسؤولون الأمريكيون مسألة تواجدهم على الأراضي العراقية أو الانسحاب منها
بأمن المنطقة بغية الظهور بمظهر الحارس والحامي للعراق من جيرانه.
وهم في الحقيقة يتخذون من العراق نقطة انطلاق لشن عدوانهم على دول الجوار، ولا يحركون ساكناً تجاه ماتقوم به تركيا من احتلال لمناطق شاسعة من الشمال.
وعليه لابد أن تجري المحادثات الثنائية بهذا الخصوص بعيدا عن تأثيرات المحيط الجغرافي .
(العراق وأمريكا)
8- نحن ندعو لضرورة عرض الاتفاقية الامنية على المرجعية الدينية العليا ومجلس النواب للمصادقة عليها نظراً لما تشكله من أهمية بالغة على أمن البلد واستقراره في المستقبل
9- العلاقات الثنائية ينبغي أن تقوم على أساس الندية لا على أساس السطوة
ولذلك يجدر بالمفاوض العراقي أن يعالج مسألة ارغام العراق على الالتزام بالعقوبات الاحادية الأمريكية على الدول الاخرى كالعقوبات على ايران وسوريا .
على الأقل بوصفها مضرة بالاقتصادي العراقي.
10- الندية في العلاقات الدولية تقتضي أن يتحرر اقتصاد العراق من هيمنة البنك الفيدرالي الامريكي.
11- ينبغي للجميع أن يضع في حسبانه أن أمريكا تعمل على تحسين شروطها في التفاوض لمعالجة ما ألمت به اتفاقية الاطار الستراتيجي من ثغرات بالنسبة لها.
والعراق أولى بأن يراكم ماحصده من منجزات سياسية في الاتفاقيات السابقة
وليس العكس