لنمشي وراء الكذاب لحد الباب

حسن كريم الراصد

نحن في خضم أحداث متلاحقة تجري متسارعة لمستقر لها فقط الله يعلم ماهو ؟ ..

فمن غزة وقرار محكمة العدل الذي وأن كان يمثل سابقة جيدة الا أنه لم يثبت خروج سكان الكوكب من سجن الظلم والتعسف والمحابات الى فضاء العدل والأنصاف ولكنه وضع لبنة أولى في عزلة اللوبي الصهيوني وزبائنة في واشنطن ولندن الذي سيفكر مطولا قبل الاقدام على أي خطوة ..

ثم يأتي العراق ثانيا بعدما ترجل عن صدارة الأخبار وتنازل عنها لفلسطين للثلاثة الاشهر الماضية . ويأبى العراق الا أن يكون قطب الرحى الذي تدور حوله الأحداث بعد أن دخل المعترك عنوة وأخبر العالم أن فلسطين قضيته الأولى المرتبطة بعقيدته أرتباطا وثيقا وبعد أن دخل المعركة فعليا وساهم في أطلاق سهامه نحو العدو بعدما نكص الجميع الا لبنان واليمن ..

الذي حدث اليوم هو أن أرتباك حصل في البيت الأبيض في أدارة الازمات المتعددة والمتمثلة اولا في قبول الأمر الواقع الذي فرضه بوتين في أوكرانيا وكذلك ذلك الموقف المخزي لبايدن وحكومته جراء ما يجري في غزة من مجزرة أستنكرها سكان الأرض الا واشنطن ومن يدور في فلكها لتشعر أنها في عزلة وأنها لم تعد اللاعب الفعال المبسوط اليد الذي لا تحده حدود ولا توقفه خطوط حمراء ، وبعد أن زاد الحوثيون من مأزقه في فرضهم سيطرة على مضيق باب المندب وليعجز البيت الأبيض من جمع عشرة دول وأن كانت ديكورية لشن هجمات على الحوثيين ولترفض حتى فرنسا الانخراط بذلك التحالف المزعوم فأنكفأ وعاد الى تابعه البريطاني الذي لن يكبر بعد على قول : لا لما تريده واشنطن فشكلوا قوة جوية تضرب أهدافا هلامية في جغرافيا وعرة تواجه فيها مقاتلين لا نظير لهم في الأرض ولم يسجل التاريخ لهم خسارة في حرب أبدا ..وبالتالي خسرت واشنطن الحرب مع الحوثيين مبكرا بعد أن قامت بمواجهة مسيرات لا يتعدى ثمنها العشرة آلاف دولار بصواريخ تصل تكلفتها الى مليونين دولار ..

أذن أمريكا في مأزق ومستنقع وضعها فيه الصبي زيلينسكي ومن ثم السفاح المتهور نتنياهو وذلك ما جعل بايدن يفكر في تقليم شجرة المشاكل الشائكة الكثيرة الأغصان الضارة لهم وليبدأ مستشاريه بتهيئة الرأي العام بأنسحاب من سوريا ..

وكذلك هرولته مستجيبا لطلب العراق بسحب القوات الاميركية واخلاء القواعد في اراضيه بعد أن تيقنت من أن بقاؤها في العراق لا تجني منه غير أستنزاف قدراتها وهدر ثرواتها وأن وجودها قرب ايران لا يمثل قوة ردع لها بل هو مجرد البقاء في ساحة قتلها وخاصة بعدما أستعرضت طهران بصواريخها البعيدة المدى التي أختارت أن تطلقها من مسافة تجاوزت الالف كيلومتر لتضرب أهدافها بدقة متناهية وتقطع المسافة مرورا من فوق القواعد الاميركية دون أن تتمكن من اعتراضها لتكتشف عجزها عن مجارات ما يحدث في المنطقة .،

وبعد أن أصبحت صواريخ الفصائل العراقية تدك قواعدها بشكل يومي . كل ذلك اضطر بايدن لقبول أطروحة ترك العراق وسوريا شريطة أن يتم ذلك مع حفظ ماء الوجه لا كما جرى في أفغانستان من أنسحاب كان بمثابة فرار وهزيمة مخزية ..

بالمحصلة فأن أمريكا ستخرج من البلاد مضطرة وذلك يتطلب عدم أستفزازها واعطاؤها مهلة وسقف زمني لأثبات جديتها وعدم الاندفاع باتجاه المغالاة في أذلالها فهي مازالت قوة عظمى تتمتع بأدوات تدمير وعقلية متعجرفة لا يوقفها ضمير .. أما المبالغة ومحاولة تسجيل أهدافا شخصية ولي عنق الواقع الحاصل ليظهر وكأنه أستجابة ورضوخا لجهة ما فذلك ما لا يمثل شعور بالمسؤولية او حتى حنكة سياسية وحكمة في الوصول للهدف دون خسائر أو بأقل الخسائر .. يجب على الجميع أعطاء فرصة للبيت الأبيض لإثبات مصداقيته وجديته وعدم السعي لاحراز نقاط جهوية او شخصية فهذا مصير بلد ومستقبل شعب وليس مضمار لتسجيل الأهداف واحراز النقاط ! ولا يجوز لأي طرف الانفراد بتقرير الكيفية التي تتعامل فيها الدولة بحكومتها ومؤوسساتها واحزابها وزعاماتها مع هذا الملف والتقليل من الخطابات الثورية التي قد تحرج الحكومة في مسعاها الذي نجحت الى الآن في تأسيس قاعدته المتينة..

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا