الجديد في ثقافة شيعة العراق السياسية
كثير من المفاهيم ترسخت في ثقافة الشيعة في العراق – وهنا الحديث عن الأغلبية – تلك الثقافة لا بُدَّ من النظر اليها بقوة وتجرُّد عن العاطفة؛لأنَّ تلك المفاهيم تحوّلت إلى سلوكٍ سياسيّ شعبيّ يقرّر مصير الشيعة،ويؤمّن لهم الكثير من الاستمرار والقوة،ومن المهم أن تعمل الجهات الإعلامية ومؤسسات الفكر على ترسيخها وهي :
١- غالبية شيعة العراق يدرك بنحوٍ متسالم مهما اختلف القوم والجمهور على أنَّ الشيعة هم المكون السياسي والاجتماعي الأكبر في العراق.
٢- يؤمن الجمهور العراقي أنّ الأغلبية الشيعية لها الحق في الحكم وفق معيار الدستور والانتخابات .
٣- الإجماع الشيعي هو صمّام الأمان،وأنّ الجمهور يتجه الى الإيمان الراسخ بمن يحفظ له الأكثرية والإجماع،وهذا السبب أدّى إلى تراجع أطراف معينة سياسيّاً.
٤- فشلت الكثير من المشاريع والايدولوجيات التي أرادت أن تختزل المكوّن الشيعي وتسرق توجهاته كالخط العلماني واللّيبرالي وبقي الشيعة في العراق بهويتهم الإسلامية التي تؤمن بمصالح الشيعة،والذي يحمل ثقافة الطاعة للمرجعية،بقي هو الثابت والقادر على البقاء .
٥- أصبحت العملية السياسية في العراق مُلك الأمة،ومصدر قوتها هي المرجعية الدينية العليا مع أنّ السياسيين يتعاملون مع الجمهور انتخابيّاً .
٦- تمكنت الأُمّة الشيعية من أن تصمد أمام كل الهجمات وحققت انتصارات كبيرة،فعزّزت حقها في الحكم،وأصبحت ثقافة الدولة والحكم والحكومة ثقافة الجمهور الشيعي،وبهذا يتأكّد أنّ الجمهور أقوى من الأحزاب.
٧- انتهت نظرية أنّ السني يحكم والشيعي فقط للّطم لا يصلح للحكم،فالشيعي اليوم يلطم ويحكم .
٨- بقي المواطن الشيعي ينتمي الى الأُمّة والمرجعية والعملية السياسية أكثر من انتمائه الى الأحزاب.
٩- تمسك الشيعي العراقي بكل أطيافه وطبقاته بعقيدة آل البيت (عليهم السلام) على الرغم من التحديات والإحباطات،وهذا ما تظهره المناسبات وخصوصًا يوم الغدير ومحرّم الحرام وزيارة الأربعين والشعبانية وغيرها.
١٠- فشلت أمريكا مع أنّها تحكم العراق بقسوة الاحتيال والدم ومحاولاتها فرض سياسات الإرغام الثقافي وتغيير هوية الشعب العراقي وتسويق ثقافة العلمانية الغربية لأجل إقناع الشعب العراقي بوجودها والتصالح معها،وأنّ الخط البياني يرسم تصاعدًا كبيرًا في فقدان أمريكا أيّ مبرّر لوجودها،وأيّ جمهور يناصرها إلّا اللّمم .
١١- امتلك الشيعي القدرة العالية والقوة على معالجة الخلل والدفاع عن العملية السياسية حتى وإن كان يعاني من الفقر وفي قلبه أمواج الألم من الأداء السياسي التحاصصي.
١٢- لم تفقد المرجعية في النجف الاشرف بريقها وقوتها وتاثيرها؛بل بقي الشعب العراقي ينظر إليها بكل قدسية على الرغم من مشاريع التسقيط ودعم الحركات الضالّة التي تستهدف التقليد والاجتهاد.
١٣- الحشد الشعبي ما زال يمتلك تأييدًا شعبيّاً لا يمتلكه أي جهاز آخر في العراق وخارجه برغم ما قامت وتقوم به أمريكا وتوابعها من محاولات تسقيطه من أعين الأمة وخصصت لأجل ذلك مليارات الدولارات والمئات من المرتزقة في داخل العراق وخارجه من كُتّاب ومحلّلين ومراكز أبحاث وصحفيين وإعلاميين وقنوات فضائية وصفحات وو..الخ
١٤- الخارج عن الإجماع الشيعي أصبح محبطًا وضعيف الأداء بعد أن وجد أنّ الأُمّة منظّمة ولديها من يعزّز قدرتها .
١٥- البرامج الأمريكية ومن يرتبط بها وبرامج الآخرين معها لفصل الأُمّة عن عمليتها السياسية ومصالحها أصبحت من المستحيل .
١٦- المكون السني نسبة كبيرة منه أدرك أنّه لا طريق أمامه إلّا الرجوع الى خيمة الدولة والتي يشكّل الشيعة فيها الاغلبية السياسية بعد أن أدركوا أنّ الشيعة أحفظ لأمنهم.
١٧- الكرد لم يتمكنوا من الانفصال او تكوين دولة مساوقة وخسر القادة الكرد جمهورهم وتباينت مواقف الأحزاب الكردية وانشطرت حدّاً جعل خيمة الدولة أقوى من التشرذم خصوصًا مع فشل الخطاب الانفصالي والاستعلائي .
١٨- يدرك الشيعي موقعه الاستراتيجي وأهمية أن يكون جزءًا من الجغرافيا السياسية المقاومة بقدر معين،ويختلف أحيانًا من شريحة لأخرى؛ فالشيعي العراقي يدرك أن عمقه الأساس هو إيران ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين والحركات التحررية .
١٩- ظهرت أسس جديدة للهوية الوطنية في العراق تعتمد وجود الحشد ومواجهة الارهاب ووجود الدستور ودعم المرجعية،فإنّ الغالب من السُّنَّة لم يؤمنوا موخرًا بأنّ القاعدة أو داعش أو اي حركات ارهابية معادية للعملية السياسية بأنّها حركات تدافع عنهم؛بل آمن الكثير منهم بأنّها حركات تعارض مصالحهم وتهدد أمنهم .
٢٠- تواجد الحشد الشعبي على جغرافيا العراق الممتدة من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق تؤمّن للعملية السياسية القوة،وتمنع العراق من التفكك،وتوحّد البلاد وتوجد تفاعل شعبي من مختلف المكونات .
٢١- العراق في طريقه لاستعادة عافيته .
٢٢- أدرك الشيعي العراقي أن الدول المجاورة والتي حملت له كلّ كيدٍ وبغضاء قد فشلت في إفراغ الحكم الشيعي من محتواه؛بل ترسّخ الوجود الشيعي أكثر من أي وقت مضى،واصبح شيعة العراق وقوتهم العددية والآيديولوجية نقطة أهمية راجحة في ميزان قوة الخليج والكل ينظر اليها بواقعية .
٢٣- تشهد الثقافة الشيعية المهدوية حالة من الانتعاش والانتشار بنحو كبير..