عندما اشتدت (الازمة )بالعراق وضاق الامر على (طبقة السياسيين )كان على اصحاب الفكر والراي والمشورة ومعهم جمهورهم
وشعبهم ان يقولوا كلمتهم دون تردد وان يتحملوا وزر ارائهم خاصة وان ( خطابهم )
عبر المنصات الاعلامية واضح وجلي وموثق بالصوت والصورة .
صحيح اننا دافعنا عن وطننا امام العاصفة وانتصرنا لامتنا ولكن هذا لايعني اننا لم ننحاز لهذا الطرف او ذاك وان نكون مفصلا مهما من مفاصل المشروع السياسي الذي تبنته المقاومة والذي التأم وتحول الى (اطار )بعد مداولات وحوارات وووالخ .
كان خطابنا (مقاوما)وان اغلب تجمعاتنا ولقاءاتنا كانت مع قادة (مقاومة )ومن الذين تشهد لهم ميادين القتال سواء في مقارعة الاحتلال او الارهاب .
حين انفرجت (الامور )قال احد كبار قادة المقاومة (هذا لطف الهي )فكاد البلد ان ينزلق الى حرب اهلية راهنت عليها دول واحزاب وتجمعات وتمنت لو ان (البيت )يسقط على راس اهله .!
كانت اللقاءات والحوارات والتفاهمات حتى
لحظة (الاتفاق) على شخص السيد (السوداني )رئيسا لمجلس الوزراء
وكانت هناك (خيارات )اخرى ،ولكن وقف السهم على السيد السوداني لاسباب عديدة
وعلى الاقل فيه (وسطية )تضطر الاخرين للسكوت ولو على (غير رضا )فالبلد لايتحمل ازمات ثم ان سجل السيد السوداني فيه من
النجاح (الكثير )وانه خرج من جميع الوظائف بيد (نظيفة )!
بعد (45)بوما من عمل حكومة السيد السوداني قلت لاحد كبار المقاومة (الحكومة بلا هوية )بعد ان تفاجأنا بثمانية اجتماعات
للسيد رئيس الوزراء مع (السفيرة الاميركية )
ثلاثة قبل وخمسة بعد ولا اعرف ان كنت اصبت (العدد ).
لم يستطع احد ان يتدخل كثيرا في ملف اسماء الوزراء حيث كانت حرية الاختيار فيها فسحة لم تمنح لغيره من قبل بالاختيار .
السيد محمد شياع السوداني لم يعرف عنه
ضلوعه بالسياسة ،بل هو رجل ارقام وبرامج ومشاريع وعمل ويحفظ عمل الوزارات (عن ظهر قلب )ومازال كذلك .
هناك ظروف عديدة خدمت السيد السوداني منها الحرب الاوكرانية الروسية وحاجة امريكا تاجيل الازمات والضغوط على منطقة الشرق الاوسط الى حين ،وكذلك استقرار الاوضاع بالمنطقة وانخفاض منسوب التظاهرات والاحتجاجات وارتفاع سعر النفط عالميا ،
وحاجة الناس الى الخدمات (والتهدئة )!
حاولت اطراف (بالاطار التنسيقي )ان تجير حكومة السيد السوداني لنفسها وان تحصل على حزمة من الامتيازات وان تزيح اطرافا
بالاطار عن (امتيازات الامس ) وقد نجحت شيأ لكن ذلك شكل ازعاجا للاخرين فاستخدموا ادواتهم وضغوطهم ..!
بدت الحكومة بلا استراتيجية سياسية خاصة بملف العلاقات الخارجية فالزيارات مفتوحة
من الغرب الى الشرق والدعوات تلبى دون هدي ودون نتائج على الارض .
السعودية استطاعت ان تحدد هويتها بعد انزياحها من الغُرب الى الشرق وان تعاجل بعقد القممً الثلاث وان ترسم مستقبلها السياسي والاقتصادي فيما بقي العراق هامشا رغم جلبة (الطريق الجاف ).
حيث استطاعت الولايات المتحدة والغرب ان (تعيّش)حكومة السيد السوداني باوهام
بحيث ان الاتحاد الاوربي والبنك الدولي وبنوك الخليج ابدت رغبتها بالتعاون في انجاز (طريق التنمية )ولكن الحق هذه (الوعود )ستبقى مجرد ارقام واحلام
وربما نغرق بديون خارجية تكبل مستقبل البلد مثل مصر التي ملؤوا جعبها وعودا ثم تركوها تعيش مأساتها .
فقدان الهوية السياسية للبلد هو الذي دفع قادة الاطار ومعهم رئاسة الحكومة والوزراء ان يجعلوا من (السفيرة الاميركية ) مرجعية لهم وباتوا يرونها البوصلة التي تحدد نجاحهم وفشلهم لدرجة ان معظم الوزراء والقادة يحفظون جملها ويرون فيها عنوانا لنجاحهم .
صدور بيانات من فصائل المقاومة و(تنسيقية المقاومة) يؤشر ان جرس “الخطر” قد دق وان هذه العناوين (المقاوِمة) لابد لها ان تعلن عن موقفها خاصة وان “التهديد الامريكي” دق ابوابهم وان “السفيرة الامريكية” تجرأت لترسل رسائل التهديد الى احد كبار قادة المقاومة “الشيخ اكرم الكعبي” فيما لم تتلق رداً قوياً من بقية قادة “الاطار التنسيقي” بل واصلوا التواصل معها و”بقوة” .
نحن نعلم ان احد قادة الاطار لم يكن منسجماً مع بقية عناوين الاطار ولديه رغبة بالانعتاق من “البيت الشيعي” ومنح نفسه مصطلحات اخرى ولافتات مثل “الوطنية” لكن “قدر” التداعيات التي رافقت دخول انصار التيار الصدري الى المنطقة الخضراء اضطره ان يرفع (رايته) مع الرايات و عينه مرابطة عند “السفارة الامريكية” وهو من يرتب للسفيرة معظم “اللقاءات”!.
نحن خسرنا الانتخابات التشريعية الاخيرة بسبب تدخلات ممثلة الامم المتحدة بالعراق “بلاسخارات” والتي كتبت نتائج الانتخابات قبل اجرائها واستطاعت ان تجري علاقات مع معظم القادة السياسيين وان تفرض وصايتها رغم الامتعاض الذي ابداه بعض القادة ونعتوها بـ”الشمطاء” ثم التقوها لاحقاً…
الان وقد جاء دور “السفيرة الامريكية” لتقوم بدور “الوصاية “على العملية السياسية بالعراق مستغلة ضعف وتشظي احزاب وتيارات الاطار التنسيقي، وبقية الاحزاب الاخرى في الشمال والغرب.
نحن نعلم جيداً ان السيد رئيس الوزراء يرى في تبليط شارع او تاهيل بناية او حديقة انجازاً لكنه غير قادر على تاهيل “معمل” او “مصنع” او اي منشأة صناعية كبرى لان الامر غير متعلق به انما بالمشروع الغربي الامريكي والذي تعاملت به مع جميع دول العالم الا تلك الدول التي زرعت “قاعدة عسكرية” على ارضها واحكمت قبتضها على تجربتها السياسية مثل اليابان وكوريا ودول اوروبا.
عام “2012” كنا في وفد الى محافظة السليمانية بدعوة من الاتحاد الوطني الكردستاني فقلت للدكتور برهم صالح : يبدو ان انجازات كثيرة قد تحققت في الاقليم؟.
فرد “هم لايسمحون بانجازات سوى الخدمية” وفعلاً الان الاقليم يعاني بعدم وجود مصانع ومعامل انتاجية ويصطرعون على سرقة اموال النفط.
ما اود ان اطرحه “اننا دافعنا وانتصرنا الى (اطار مقاوم) يرى في امريكا عدوا ولا بد من خروج قواتها من العراق، وفي السفارة الامريكية “وكراً” للتآمر على العراق وشعبه” ودون ذلك لن نرضى
“باطار مساوم” واعتقد ان الرسالة وصلت ومثلما رابطنا معهم ايام “الشدة” سنقف بالضد، والحمد لله مثلما دافعنا وجيوبنا “خالية” سنرد وجيوبنا مازالت خالية فقد سبقنا الى “اقل الامتيازات” خصومنا..
المزيد من المشاركات