نعم ، ليس إحياء الغدير في توزيع الحلوى وإطعام الطعام وإقامة المجالس والاحتفالات وإن كان مستحبا .
وليس إحياء الغدير في تبادل التهاني ، أو التمسك اللساني بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، وإن كانت مطلوبة .
ـ إحياء الغدير يعني إعطاء الحق الذي غُصب لأهله في كل زمان .
ـ إحياء الغدير يعني الوقوف مع الأمناء على الدين ونصرتهم بالفعل والقول .
ـ إحياء الغدير يعني إعانتهم على تسلم زمام الأمور كل في زمانه .
ـ إحياء الغدير يعني الدفاع عنهم وعن دولتهم بالنفس والنفيس .
ـ إحياء الغدير يعني ترسيخ مسألة حاكمية الدين في الأذهان في المحافل والمجالس لما لها من الأثر البالغ في تهيئة الأرضية لظهور الإمام أرواحنا فداه .
نعم ، هكذا يكون إحياء أمرهم عليهم السلام ، وهكذا يتم إحياء الغدير .
حينها يصح كل الذي ورد من تقديم التهاني وإطعام الطعام وتوزيع الحلوى ، وأمثال ذلك ، وإلّا ما قيمة هذه الأمور والأمّة قد تركتهم وتركت من نصبوه في غيبتهم وبايعت غيرهم .
نعم.. تركوهم وهم يرددون؛ الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولايتهم..
تركوهم وهم يقولون الحمد لله الذي جعلنا من الموفين بعهده..
تركوهم وهم فرحين مستبشرين يتبادلون التهاني وقد سلّموا زمام الأمور لغيرهم..
فأي ولاية هذه التي تمسكوا بها ؟!، وأي عهد هذا الذي وفوا به وأكثرهم لا يؤمنون أصلاً بحاكمية الدين؟! ، وهل الغدير إلا نصب الحاكم الإلهي وتثبيت حاكمية الدين ؟! والله سبحانه يقول في كتابه :
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).