الجديد في ثقافة شيعة العراق السياسية/ الجزء الثاني

محمد صادق الهاشمي

محاور بحثية ذات صفة ميدانية

هنا بعض قناعات شيعة العراق عن العملية السياسية وهي محاور، تاكدت لنا عبر الرصد والحوار والمتابعة وهي :

1- الانتقال السياسي بين الاجيال الاول والثاني غير قائم على اساس الخلاف والصراع ،بل هو انتقال وفق قاعدة التكامل الجيلي وفي غاية الدقة ووفق هذا الواقع فقد توفر -بلا اشكال- للعملية السياسية دماء جديدة متفاعلة مع الجيل الاول ومومنة به وحريصة على التكامل معه والكل يحتاج إلي المراجعة والنزاهة.

2- الاحزاب الجديدة لم تسجل رقما- في الغالب – في الحجم والاداء الا القليل منها ،ولهذااسباب كونها دخلت في قلب عملية سياسية معقدة فلم تتمكن من فرض روية ومسار واداء نوعي جديد فاصبحت جزء من العملية وتحملت حمولة ما قبلها واضافت حمولات جديدة ،فضلا عن ان جميع الاحزاب تعمل في مساحة وجغرافية واحدة وبيئة سياسية متقاربة .

3- خرجت احزاب وشخصيات عن مسرح الاحداث وبقية اخرى تتمسك بالبقاء من خلال المجموع ،ومع اهميتهم لم تخرج العملية السياسية عن الاستمرار والفاعلية .

4- اعتماد الاحزاب على شخصيات من خارج هيكلها التنظيمي كما حصل في الدورات الانتخابية الاخيرة لم يمنح الاحزاب القوة، وان كان هو امر ايجابي الا انه لايخلوا من فقدان الرصانة ويخلق ترهلات في البرلمان .

5- مع كثرة الانتقادات الى الاحزاب الجديدة والقديمة الا ان طاقة الشعب العراقي بلغت السقف الاعلى من القدرات البشرية فلم يعد هناك جيل واعد في القريب المنظور ،وهذا تترتب عليه الكثير من النتائج ويجعلنا بحاجة الى دراسة مستقبل العملية السياسية والعمل على تنمية بشرية فاعلة .

6- لايوجد حزب شيعي قادر على تحديد مسار العملية السياسية لوحده مهما كان ومهما كانت زعامته .

7- اغلب الاحزاب التي انشطرت عانت من الضعف بشطريها وعوضت الضعف في العودة الى الصف الواحد .

8- انشطار الشيعة الى تيار واطار جعل الشيعة امام واقع المفاضلة يتفاعلون مع الاطار .

9- الشعب العراقي وخصوصا الشيعة يعتقدون ان امريكا في العراق مصدر القلق والتراجع في الخدمات وهي الممول والسند للارهاب وان وجودها خطر على الشيعة .

10- الشيعة ادركوا ان الانقلابات العسكرية فرصة عديمة الحدوث، ومع كل الاشكالات والضعف الا ان العملية السياسية تمتلك الحصانات الكبيرة .

11- مهما ضعفت الاحزاب الشيعية او اختلفت الا انها اقوى من الاحزاب السنية والكردية .

12- الدولة بمفومها الجوهري تعتمد على الحكم الشيعي من خلال الاكثرية ( المكون الاكبر ) وعلى ادائه وقدرته على العمل وتاسيس الحكومة وتوزيع الادوار ،وعلى الاستعداد للدفاع وعلى وجود المرجعية فلا معنى للدولة من دون وجود الشيعة ،وبهذا فهي مرجع مهم للدولة بعد ان اراد بعضهم أن يختزل قوتها من السنة والكرد وبعض الشيعة .

13- امتلكت الاحزاب الشيعية – الغالب منها – القدرة على التفاهم ولم الشمل ورص الصف .

14- الى حد كبير فشلت محاولات ومشروع بعض الاحزاب في ( التخندق) بالشارع، واصبح الشارع ملك الجميع وتعادلت القوة وربما رجحت في جانب الاطار .

15- يرى الشيعة ان الحوزة والمرجعية مهما ابتعدت عن السياسيين الا انها الاقرب الى العملية السياسية، وان نتائج الانشقاقات اوجدت مفهوما عند الجمهور بان المرجعية تقف مع الجماعة وليس مع المجموعة كونهم يمثلون الشعب والمصالح الشيعية.

16- خطاب الاطار هو الاقرب الى التعقل والى مفهوم الدولة، وان الراي العام الشيعي يشعر بالاطمئنان الى الاجماع الشيعي وان وجودهم الجمعي مشعر بالامان ومحقق لمفهوم الدولة .

17- المجتمع الدولي والاقليمي من الموكد انهم لايمكنهم بعد اليوم تجاوز الاجماع الشيعي لقدرته على التكيف وما يمتلكه من امة وقوة .

18- مازال الشعور الشيعي بان رئيس الوزراء لم يخرج عن سلطة الاحزاب ولابد من منحه مساحة العمل المشترك ويتوجب عليه الرجوع الى الاجماع بشرط تسهيل الية تعامله مع الاطار ،وحصر الاطراف المتعددة بعدد ممكن من خلاله لاتخاذ القرار منعا لترهل القرار .

19- الشيعة يرون ان العراق مازال خارج الاقطاب الدولية وضمن (الجغرافيا السياسية)، اي ضمن محور المقاومة او ضمن القطبية الاقليمية الاسلامية .

20- الشيعة يرون ان كشف الفساد لايعني زواله.

21- الفجوة بين التيار والاطار نافعة للاطار ومسيطر عليها .

22- الحوار الذي تجريه ايران مع المحيط الاقليمي يلقي اثاره على العراق والمحيط كاملا وكل الاحزاب في العراق تسير بذات الاتجاه .

23- يمكن القول ان شيعة العراق بلغوا اليقين القاطع في ان امريكا لاتمتلك قوة سياسية داخل الشيعة وان الضعف الامريكي في العراق والمنطقة وانشغالات امريكا في المحور الدولي منحت الشيعة في العراق فرصة القوة في الحكم وارخت القبضة الامريكية علي المنطقة ،وانتزعت القناعة من الخليج التي كانت تعتمد على العامل الدولي في مواجهة الشيعة في العراق والمنطقة واصبحت الدول الخليجية وحتى العربية تومن بالتعايش مع الواقع الشيعي بنحو عام في ايران وفي العراق بنحو خاص .

24- انتهت الفواصل الايدولوجية بين اقطاب الاطار فلم يعد هناك مائز وفارق بين ولائي وغيره بل الكل يسيرون بروية واحدة فلايمين ولايسار بل الكل من منطقة واحدة .

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا