يطلعنا العالم (غوستاف لوبون) المؤسس لهذا العلم على كيفية سير الجماهير.(الجماهير بمعنى التجمعات البشريه..سواء تجمع ديني او رياضي او ثوري او اي تجمع يحمل الفكرة الواحدة..لا يقصد التجمع المتشذي اي التجمع الخالي من الفكرة الواحدة والهدف كما في التقاطعات…)
يخبرنا غوستاف بأن الجماهير غير واعيه . فهي تتحرك بلا وعي .. مثل الكائنات البدائيه الهمجيه. فهي بطبيعة الحال كل الجماهير..حتى وان كانت عبارة عن مجموعة من العلماء فهي جاهلة ذات طابع حيواني…
فالشخصية الفردية المنخرطة في الجماهير تفقد وعيها الفردي وتكسب الجهل الجماعي ، فيتجرد الإنسان من وعيه وثقافته…ويصبح جزء من الكتلةالجماهيرية .ويكون مؤهلا ومستعدآ لصنع المعجزات والمستحيل…كما يروي لنا التاريخ الافعال المستحيله التي قامت بها الجماهير .
ويبقى الدافع والمحرك لهذه الجماهير هو الترويض البدائي ، كما تروض اي حيوانات مفترسة خطيرة . حيث يجب التعامل مع العاطفة الجماهيرية وليس مع العقل
فالجماهير تتحرك بعاطفتها وليست بعقلها.
يتم قيادة الجماهير عن طريق العاطفة والاهتياج وعن طريق الخطابات الرنانة البعيدة عن الواقع والعقل اما بشأن من يقود الجماهير فهناك شخصية تفرض نفسها على الجماهير ذات كارزمة دكتاتورية بطريقة او بأخرى .
فالجماهير تسير وراء الشخص القائد فيصبحون يرون كل ما يقوله هو الحقيقة حتى وان كان هناك تناقضآ واضحآ فعقل الجماهير ليس كل فرد لديه التفكير النقدي. اما لدى الجماهير فالتفكير النقدي معطل وهم يسيرون بروح الهمجيةالتي تستغل بأثارة العاطفة او العبارات الطائفية والتحفيزية .
وبنفس الوقت عند انخراط الفرد في الجماهير سيغيب عن الوعي الفردي وينخرط في اللاوعي الجمعي
ويغيب عن المسؤلية والخوف من العقاب فيتحول كل إنسان عادي بسيط الى انسان كاسر قوي ، على استعداد لفعل أي شيء . فتصبح كتلة جماهيرية جبارة حاضرة لتنفيذ أوامر الذي يستثير عواطفها ويسيطر عليها.
هكذا استغلت الجماهير على مر التاريخ في الحروب و الثورات والمصالح البغيضة، وهكذا تستغل الجماهير في البلدان الجاهلة من خلال استثارتها بماضي عتيق وكلام محرض ومواضيع مدفونة لا معنى لها سوى السيطرة على عاطفة الجمهور وقيادته مختصر حد اللعنة .
من يود مراجعة الكتاب .
(سيكولوجية الجماهير) ل غوستاف لوبون