الاطار _ مابين الانتصار و الانشطار وربما الانتحار

عباس الزيدي

الاطار التنسيقي والقوى المنضوية تحت لوائه والظروف وبعض التحديات التي جمعته كلها معروفة لدى الكثير من المتابعين والخاصة والعامة •
استطاعت قوى الاطار التنسيقي ان تشكل الحكومة برئاسة السيد السوداني في ظروف لايحسد عليها العراق ولا قوى الاطار التنسيقي وسط ضغوطات واحداث مرعبة أكتنفت المنطقة والعالم •
اليوم العراق امام أستحقاق انتخابي ومرحلة حساسة وصعبة
وهناك اكثر من سؤال ومن الضرورة بمكان الاجابة عليها وهما
الاول _هل يستطيع الاطار ان يحقق الانتصار والفوز الانتخابي وفي ذات الوقت يحافظ على وحدته و تماسك اعضائه
الثاني _هل يستطيع ان يجمع قوى ادارة الدولة او اي قوى اخرى لتشكيل حكومة بعيدا عن الشروط القاسية للشركاء …؟؟؟؟
وهل لديه القدرة لانجاز مرحلة انتقالية متكاملة نحو فضاء سياسي واسع و جديد ….؟؟؟؟؟
من المؤكد ان الاجابة على السؤال الثاني مرهون بالنتائج الانتخابية التي من الصعوبة التكهن بها في بلد مثل العراق بصورة دقيقة لاسباب عديدة منها تقلب مزاج الناخب والضربات المؤثرة في ساعة الحسم الانتخابي والرمز السياسي (علما ان بعض الرموز السياسية حافظت على صدارتها والبعض الاخر منها تراجع موقعه شعبويا ) ويبقى التاثير الواضح لمنصب رئيس الوزراء الذي تجري الانتخابات في عهده بماهو منصب بعيدا عن الشخصية وتتضاعف نسبة الفوز عند الجمع بين المنصب والرمز كما حصل في عهد السيد المالكي
واليوم استطاع السيد السوداني ورغم الفترة الزمنية القصيرة التي مضت ان يحقق بعض مايصبوا اليه المواطن مع سياسة هادفة وراقية تحاكي العقل الجمعي لعموم القواعد الجماهيرية بواسطة الخطاب الهادف لحل معضلة وعن طريق الدبلوماسية الناعمة ومن المؤكد سوف ينعكس ذلك على مرشحي الاطار بالشكل الإيجابي ويستطيع السيد السوداني مضاعفة ذلك فيما لو استخدم اسلوبا اكثر جرأة من خلال المصارحة والمكاشفة مع ابناء الشعب حيال الضغوطات و تدخلات قوات الاحتلال الامريكي و عملية تعطيل الخدمات التي تمس حاجات وحياة المواطن مثل الكهرباء في الوقت الذي تعمل قوات الاحتلال فيه على اثارة الازمات وتاليب الشارع ضد الحكومة ولو تقدم السيد السوداني بتلك الخطوة لاحرج قوات الاحتلال ايما احراج وكسب تعاطف الشارع العراقي ويكسب حصانةوقائية ضد اي تمرد متوقع تدعمه واشنطن لغرض الضغط والابتزاز بل يحصل على مناعة ذاتية من الشارع العراقي كتحرك مضاد للدسائس والمؤامرات ناهيك عن مضاعفة فرص الفوز الساحق للاطار •
اما الاجابة على السؤال الاول فهو بحاجة الى تفصيل يتمثل بالتالي
اولا _ واقع الحال لقوى الاطار التنسيقي •
1_ يفتقر الاطار الى الامانة العامة والنظام الداخلي والعمل المؤسساتي وهو غير واضح الهوية وربما
غير متماسك من الداخل
حيث توجد بعض التقاطعات التي برزت بشكل هامشي على اداء ومهام الحكومة برئاسة السيد السوداني لكنه واجهه تلك التقاطعات بصبر استراتيجي وحزم مهددا بالاستقالة في بعض الاحيان كضابط نوعي لايقاع العمل و المضي قدما في تنفيذ برنامجه وعملت جميع قوى الاطار على استثمار الفرصة و ان تكون الفرصة الثمينة لمن يمثل الاغلبية في العراق وليس الفرصة الاخيرة كما روجت لها قوى العمالة التابعة للاحتلال •
ايضا هناك نقطة جد مهمة تتمثل في عدم وضوح الرؤيا لتحالف قوى الاطار هل هو انتخابي ام سياسي ام الاثنان معا ….؟؟؟؟

2_ اغلب جمهور قوى الاطار ذو تعبئة ذاتية وان اغلب ذلك الجمهور التحق بالاطار بالسليقة والفطرة أوالشعور بالمسؤولية لان البديل الشيعي الاخر كان يشكل تهديد لمن لا يتفق معه بالمواقف والآراء وهذا لايعني عدم وجود جمهور لقوى الاطار بل على العكس لكن هذا الجمهور تضاعفت اعداده للسبب الذي ذكرناه ولاسباب اخرى لعل من اهمها احتضان الاطار لقضية الحشد نظرا لمسؤولية ومهام الحشد العظمى وليس منة من الاطار في هذا الجانب
انطلاقا من الحكمة التي اطلقها صاحبها والتي تتمثل …
# من يملك الحشد يملك المستقبل #
3_ في كثير من المفاصل نرى ان الاطار لم يحقق طموحات جمهوره مع التأكيد على الفترة الزمنية القصيرة من تشكيل الحكومة حتى اجراء الانتخابات •
ومع عدم الانصاف لكثير من الشخصيات التي دعمت الاطار والتي دفعت ضريبة موقفها هذا باساليب تهديد وحرمان واقصاء
الامر الذي ينعكس سلبا بطريقة او باخرى على جمهور الاطار والانتخابات ونتائجها النهائية
ثانيا _القوائم الانتخابية لقوى الاطار •
هل هي احادية بمعنى قائمة واحدة ام سيدخل بواقع قائمتين او ثلاثة او يزيد على ذلك.. ؟؟؟
يبدوا حتى هذه اللحظة ان الاطار لم يحسم قراره حيال تلك الجزئية وهناك عدة خيارات مطروحة منها مايلي ….
1_ خيار القائمة الواحدة
حيث علينا التاكيد ان نزوله الى الانتخابات بقائمة واحدة لا يترك خيارا بديلا ومساحة للمناورة لجمهور الاطار
وربما ينعكس موقف مجموعة معينة من المواطنين تجاه كتلة او كيان سياسي ما على جميع قوى الاطار الامر الذي يفقده كثير من الاصوات لو دخل بقائمة واحدة وهذا يعتبر انتحار سياسي بلحاظ خسارته لمقاعد اكثر مع منح فرص الفوز لمنافسيه بالمجان
2_ خيار القائمتين •
هذا الخيار مطروح ايضا وفيه من الخطورة الشيئ الكثير وربما سينعكس في المحصلة النهائية على وحدة الاطار كقوة وكتلة واحدة خصوصا فيما يتعلق بالاستحقاقات والمكاسب والمنافع لاعضائه و ربما يؤسس ذلك لتكتلات تكون مقدمة لحالة انشطار قوى الاطار•
3_ خيار القوائم الاربعة
اعتقد انه الخيار الامثل لعدة اسباب ..منها
أ_ انها تحدد موقع وتوضح مكانة القوائم والكتل كلا بحسب جمهوره ومايحصل عليه من مقاعد وبالتالي معرفة ناخبيه وحجمه الجماهيري ثم الدخول في تحالف دون نزاع او خصام بعد معرفة الكتل الاطارية لاحجامها ومالها وماعليها
ب_ تضع حد لكذبة التخادم وقوائم الظل التي اخسرت المكون الشيعي العديد من الاصوات
ج_ تعطي للعديد من الكتل فرصة لاعادة وترميم وضعها ورجوعها الى سابق عهدها مثال ذلك عودة المجلس الاعلى في قائمة واحدة تضم كل من سماحة السيد عمار الحكيم ومنظمة بدر والمجلس الحالي بقيادة الشيخ همام حمودي
د_ تعيد للواجهة تاثير و بريق بعض الرموز السياسية المعروفة
هه_ منح الناخب اكثر من بديل وبالتالي مساحة واسعة للاختيار والانتخاب من تلك القوائم الاطارية دون حصره بقرار نعم او لا بمعنى مع اوضد الاطار حصرا
و_ هناك كيانات واعدة تعمل بصمت وتحقق نتائج مذهلة باضطراد علينا منحها الفرصة لتنطلق وتشارك بقوة في صناعة القرار السياسي وان عمليه زجها في قائمة واحدة ضمن الاطار يعني تحجيمها والعمل على تكبيلها وبقائها خارج صنع القرار من خلال منحها مشاركة بمرشحين على عدد الاصابع فيما تبقى الكتل الكبيرة متصدرة ومتجذرة في صنع القرار من خلال دفع اعداد كبيرة من مرشحيها
ز _ ان هذا التنوع في هوية كتل وقوى الاطار يمنح الاطار قوة مناورة اكبر واوسع في تعدد الادوار مع وحدة الهدف
ح _ الجمهور بصورة عامة يتحدث دائما عن ضرورة التغيير ولايحدث ذلك في ظل المشاركة بقائمة الواحدة ومن اسس العمل الديمقراطي تقديم الفرص للتغيير علما أن ذلك يحدث في دائرة ونطاق واحد هو قوى وجمهور الاطار الذي هو بحاجة الى التغيير
ط_ القوائم الاطارية تعمل بجدية اكثر وتولي اهمية كبرى على الجانب السياسي _وهو الاهم على الجانب الفني الذي ياخذ حاليا اهتماما اكثر
ك _ تعدد القوائم يدفع الكتل للتنافس بتقديم منافع وخدمات لجماهيرها وبالتالي تحسن وتقويم الاداء بصورة ذاتية
انتهى

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا