السماء في العراق مباحة ولاعجب في استباحتها، وكنا غالبا مانذكر السلطة بضرورة المبالغة في الأهتمام بتسليح الجيش العراقي ونخص بالذكر الطيران والدفاع الجوي ولكن للأسف. اقتصر تسليح الجيش العراقي من امريكا وهي بالتأكيد تعرقل التسليح من دول اخرى وكما اعترضت على تركيا بامتلاكها صواريخ s400 فانها تمانع ان يمتلك العراق تقنية الاسلحة المتطورة ، لذا فلا غرابة في ان تكون سماؤنا ممرا امنآ لكل من هب ودب وحتى الطيران الصهيوني الذي ضرب مواقع الحشد فإن له مجسات طيران مستمر لغرض التجسس. يتحمل القادة السياسيين المسؤولية كاملة الى ما الت اليه الأمور والاستباحة لسماؤنا بفعل قصر الرؤيا وغياب الإدارة والفساد في صفقات التسليح من قبل الحكومات المتعاقبة في العراق. ماهو المطلوب اذن؟
اولا : الضغط على الحكومة لعقد اتفاقيات مع دول غير امريكا لغرض توريد الاسلحة والاجهزة الخاصة بالدفاع ويجب أن تركز على الطيران والدفاع الجوي لحماية الأجواء ، وكذلك تدريب قواتنا على أحدث التقنيات والأسلحة الموجودة في العالم. اما الشق الثاني : النشاط الدبلوماسي والاستنكار والشكوى لدى مجلس الأمن الدولي لان الكثير من الدول تتجاوز على سيادة العراق ولايمكن السكوت لفترة اطول .
أما الشق الثالث : حينما نمتلك الاسلحة المضادة بامكاننا التحذير لكل من ينتهك الاجواء. امريكا تتحكم في الشأن العراقي ووجودها يشكل تهديدها لامن العراق بل هي من تخرق الاعراف والقوانين الدولية وتجاوزت كثيرا على سيادة العراق ، وهي اليوم كما امس تستهدف مواقع القوات الامنية وقيادات الحشد الشعبي نهارا جهارا بفعل تقنيات حديثة ومعلومات دقيقة وطائرات ذات مواصفات تصل لمديات بعيدة MQ9 التي تقطع مسافات طويلة لتحقق اهدافها واغتيال الرموز الامنية وحتى السياسية مستقبلا .
الخلاص من هذا الارتباك الامني وتحرير الارض والسيطرة على اجواؤنا هو بخروج القوات الامريكية المحتلة التي لاتتعامل مع العراق وسيادته وفق الاتفاقات والقوانين والاعراف والقرارات الدولية ، وبات توحيد الخطاب الوطني ضرورة ملحة والتاكيد والعمل على تسليح الجيش العراقي بالاسلحة الحديثة من مناشىء دولية اخرى غير امريكا الصهيونية ليستقر العراق وتحفظ سيادته وكرامته.