هي ليست نكدية إنها مجرد هرمونات أنثوية

إنتصار الماهود

”نگناگة… شكد تلح.. شكد مزعجة.. بس تدردم.. ليش مبومة يمعودة.. اهووووو بس تطنگرين “.

كل تلك الصفات وأكثر، دوما ما يتم وصفنا بها نحن النساء،

باننا نكديات ومزعجات ونزقات، و كأن هذه الصفات فقط، هي كل ما نملك، المرأة بطبيعتها كتلة من المشاعر والعواطف والأحاسيس، كائن عجيب متميز بكل شيء، ولو لم تكن مميزة لما كرمها الله عز وجل، بأن تكون وعاء الإنسانية الخالد، و مربية للأجيال وأساس الحضارات، وأكثر من نصف المجتمع، لا تعترضوا يامعشر الرجال، فلولا وجود حواء ستنقرض البشرية كلها، ولن تكون هنالك حياة دون النساء.

تميزت النساء بالقوة والصبر، وتحمل الآم المخاض والقدرة على سهر الليالي، وتربية الاولاد إضافة لإنجاز واجباتها في المنزل، و الخروج لميدان العمل خارج المنزل أيضا، فسليلة حواء أثبتت جدارتها بكل ميدان تخوضه، وتتفوق فيه، ولأن ضغط الحياة صعب في كثير من الأحيان، فإنها تحتاج لمساحة كي تفرغ تلك الطاقة السلبية، التي تنتج عن ضغوط الحياة، وتجدد نشاطها لأجل إكمال رسالتها المهمة، فهي ليست كما يدعون، ويصفونها بالمزاجية والهوائية والنزقة، دون وجه حق فما يحدث داخل جسدها، من كيمياء ربانية عظيمة تساهم في تجديد طاقتها، والتغيرات الهرمونية التي تحدث يوميا، هي سبب مزاجها المتقلب أحيانا وليس دوما.

أنتبه عزيزي الرجل و عي جيدا ما سيكتب هنا، فكلام العلم والطب قد فسر ما يحدث داخل جسدها وبدقة .

تتحدث لنا د. حلا الجابري الموسوي، أخصائية الطب النفسي، وحسب تجارب سريرية مثبتة علميا لجامعة هارفارد، أن المرأة تتفاعل مع الأحداث بنسبة 10 مرفوع للقوة 8،وهذه نسبة كبيرة جدا مقابل تفاعل الرجل، الذي حددت قوته من 1-10 درجات فقط، فمقياس تفاعل المرأة مع التاثيرات في محيطها كبير جدا، ولو لم تملك المرأة هذه النسبة من العاطفة التي تجعلها تتفاعل بسرعة مع أي فعل، لما إستطاعت أن تؤدي ما عليها وتقوم بأكثر من عمل في آن واحد، فهي تسهر ليلا مع الأطفال ثم تنهض صباحا، تمارس واجباتها من أعمال خارج المنزل و الأعمال المنزلية والزوجية، وبكل نشاط وقوة، وهذا ما لايقدر الرجل علميا فعله، أي تأدية أكثر من عمل بنفس الوقت مع التركيز.

تتعرض المرأة للتغير النفسي أو التقلبات المزاجية، كما نعرفها في كل يوم، بسبب النشاطات والإفرازات الهرمونية الأنثوية في الدم، وذلك من أجل أن يتكيف جسدها لتحمل الضغوطات، النفسية والعصبية التي تمر بها الأنثى.

تؤثر على طبيعتها في حياتها اليومية، عدة عوامل فسلجية و نفسية تتحكم بتقلباتها المزاجية وهي:

1* الهرمونات الأنثوية، وهي إفرازات طبيعية، تؤثر على تنظيم وتوازن فسلجة جسد المرأة، وتنظيم نشاطاتها العصبية، وفي السابق لم تكن المرأة تتعرض لأي مشاكل، من ناحية تنظيم هرموناتها لأنها كانت نادرا ما تتناول أدوية، تؤثر على إفرازات تلك الهورمونات، وتسبب خللا في نشاط رحمها، مثل أدوية منع الحمل و حبوب الخصوبة التي تؤثر سلبا على دورة حياتها البيولوجية، فبتناول تلك الأدوية كما لو أن المرأة تتسبب بعملية قطع مفاجيء للتيار الكهربائي، لأحد المصابيح ثم تعيده فجأة، ولكن بفولتية عالية، مما يؤدي لتذبذب تلك الطاقة وحرقها، أو إعطابها للمصباح، وهذا هو المثال الأقرب للجميع، سيتسبب تذبذب تلك الهرمونات في جسد المرأة، من حرمان مفاجيء وتدفق مفاجيء، الى ضعف وخلل في التركيب الفسلجي لها، مما يؤثر على نشاطها العصبي، ويسبب لها تقلبات مزاجية واضحة، ويضعها تحت ضغوط الحياة دون حماية منها.

2* النظام الغذائي للمرأة مهم جدا، فلم تكن أمهاتنا تعاني مثلما نعاني نحن، والسبب هو نظامهن الغذائي الصحي المتوازن، الذي يعتمد على الأغذية العضوية الغير مصنعة،والخضروات والفواكه، على العكس من حالنا اليوم في الإعتماد على الأغذية المصنعة، والإبتعاد عن تناول المواد الطبيعية والأعشاب، التي تحسن الدورة الدموية والمزاج، بل نلجأ الى السموم مثل السكريات البيضاء والدهون المشبعة، والأملاح وهذا ما يؤثر سلبا على التركيب الفسلجي، لجسد المرأة مثل السمنة ومشاكل المبايض والمزاجية والعصبية.

3* السبب الثالث هو نفسي بحت، وهو الدعم النفسي المقدم للمرأة، من من قبل العائلة والزوج، نحن لا ننكر أن المرأة في مجتمعنا محترمة ومقدرة، لكنها في نفس الوقت لا تحصل على الدعم النفسي المناسب، من زوجها وعائلتها، وبالدرجة الاساس الزوج، خاصة في الجانب المهني والدراسي والإبداعي، بل أن شريحة لا يستهان بعددها من النساء، وحسب دراسات نفسية تتعرض للتنمر والإهمال، وتقليل القيمة وتثبيط العزيمة، إن كانت ناجحة في عملها، وهذا يؤدي لكسر الشغف والإبداع في داخلها، مما يؤثر على طبعها ومزاجها، وتحولها للإنطوائية أو العصبية شيئا فشيئا.

لذا يا معشر الرجال لا تستهينوا بما يحصل للنساء، ولا ترموهن بما ليس فيهن ورفقا رفقا بقواريركم لئلا تكسر.

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا