يبدو ان امريكا واصدقاءها يريدون ان يصمموا مصير غزة ونتائج معركة (طوفان الاقصى ) في (ربعها الاخير )دون اي تدخل من الاخرين ،فالاجتماعات والزيارات محصورة بين (امريكا ،مصر ،السعودية ،قطر ،الاردن ،
الامارات ،السلطة الفلسطينية )وحتى يذهب مخططهم حيث يرغبون لابد من يتكفل بمشاغلة (محور المقاومة )حيث تكفلت امريكا وبريطانيا بالاعتداء على (صنعاء)فيما تكفلت امريكا بالاعتداء على العراق وسوريا ،مدعومة من اسرائيل .
قد يبدو (مشهد المعركة )فيه (نمطية )مثله مثل (حرب اوكرانيا )التي لم يعد هناك من يتابعها الا من اهل الشأن رغم قسوة وقائعها وتهجير الناس وقسوة الحياة على اهالي (اوكرانيا )بالذات فقد
جعلتهم امريكا بعهدة رئيس (يهودي )اسمه (زينلسكي )غير عابيء بشعبه ومصيرهم بقدر اهتمامه بمصير اليهود ،وقد جلبوه على (المقاس).!
باعتقادنا ان (ورقة التفاوض)التي قادتها مصر وقطر ،بشأن (تبادل اسرى )و(هدن )
مجرد (ورقة لترويض الواقع الدولي )فليس في نية امريكا -قبل اسرائيل -وقف اطلاق النار ولاتبادل اسرى ولا(هدن )لان ذلك سيعزز من قدرة المقاومة ويجعل منها شريكا بصناعة مستقبل المنطقة ،وخصما
(عنيدا لامريكا )و(سندا لايران )والصين وروسيا (فالمخطط الاميركي ) بعد تهجير اهالي غزة يقضي ،الغاء (غزة) من السكن بعد استخدام الاسلحة التدميرية واغراقها بماء البحر .وهذا مااكدته (اليوم )الامم المتحدة على لسان ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة ي إن المدنيين في رفح بقطاع غزة يحتاجون إلى الحماية، لكن الأمم المتحدة لا تريد رؤية أي تهجير قسري جماعي، وذلك بعد أن بدأت إسرائيل البحث عن سبيل لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من المنطقة والتغلب على آخر مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)..بمعنى ان (مشروع التهجير الى مصر )بات (حقيقة )
كما ان (مصر )جزء (مهم)من (المخطط)وهي التي تقفل على سكان غزة وتمنع عنهم
الزاد والمؤنة وان (السيسي )يهيء لتهجير سكان غزة منذ اول ايام المعركة مفتريا على الناس انه (لايقبل تهجيرهم )، ومثلما تعهد للسعودية وامريكا بالقضاء على (الاخوان المسلمين )بمصر تعهد للسعودية وامريكا بالقضاء على (حماس )كونها امتدادا لهم .
السعودية كان تكليفها بعد انسحاب امريكا من افغانستان والشروع بالانسحاب من الشرق الاوسط ،ان تكون الراعي للمصالح الصينية والاميركية معا خشية ان بتشكل تكتل بالشرق الاوسط خارج الارادة الاميركية ،فاقامت القمم الثلاث على ارضها
وعقدت العديد من الاتفاقيات مع الصين وصالحت ايران .
الحكومة الاردنية ،ترى في (التمرد) على امريكا مشكلة كبرى وباتت لاتثق باي معركة مع اسرائيل ،فيما ترى امريكا ان
انهيار النظام الاردني يعني انهيار اسرائيل
التي لها حدود مع الاردن ،هي الاطول بمسافة (350)كم بينما بقية الدول
” 210 كم مع مصر، و79 كم مع لبنان، و70كم مع سورية.)وتلاصق المدن بالارض المحتلة مثلما لها حدود مع الضفة الغربية ،لذا عمدت امريكا على دعم الاردن
بمبلغ (450) مليون دولار ،ودعمتهم الامارات بمبلغ ملياردولار للحفاظ على النظام .
لكن الاردن غير دول الخليج ،فالشعب الاردني
اغلبه من (الفلسطينيين )وفيه احزاب قومية واسلامية وغيرها مناصرون للقضية الفلسطينية ومتحمسون للمشاركة والتضحية لذا فالحكومة الاردنية في حرج دائم خلال ايام معركة (طوفان الاقصى )!
واذا كان هذا هو (المخطط الاميركي )بشأن معركة غزة ومابعدها ،فماذا عن محور المقاومة ؟
1-لم يظهر حتى الان اي شكل من اشكال (الضعف )في محور المقاومة سواء في غزة او لبنان او اليمن او العراق وسوريا ولا في الدولة الراعية (ايران ) في الجانب السياسي او العسكري او الخلاف مع حكوماتهم فيما
مازالت قوتهم العسكرية على حالها ولم يستخدم من سلاحهم الا الاقل ،وقادرين للوصول الى اهدافهم بكل اقتدار ويوقعون بالعدو الصهيوني الخسائر تلو الخسائر ،
وان بلدانهم تحتضنهم وتشد من ازرهم .
2-لم تستطع امريكا ان تؤثر على محور المقاومة بل كل مااستخدمته التوسل بايران واليمن والصين والعراق بالكف
عن دعم غزة وجاء الجواب (حتى يتم وقف اطلاق النار )
3-لم يظهر اي شكل من اشكال التنازل من قبل قيادات المقاومة (حماس) في بياناتهم ولافي اوراق تفاوضهم ومازالت مطالبهم في سقفها العالي (المنتصر )!
4-رغم قسوة الظروف والقتل، مازال اهالي غزة في بمعنويات عالية ولم يهادنوا قط .
5-مازال الخزين (الشعبي المقاوم )في الدول العربية مثل العراق والاردن ومصر والضفة الغربية يرقب لياخذ دوره عند الحاجة .
6-رغم طول امد المعركة مايزال العدو الصهيوني عاجزا ان يحدث اي خرق في مواقع وسواتر وتحصينات المقاومة في غزة ،او اي موقع اخر .
7-مازال الدعم الدولي للقضية الفلسطينية يزداد وصولا الى نيكاراگوا التي ترغب ان تلتحق بجنوب افريقيا في قضية الابادة الجماعية .
8-مازالت ايران في تطور دائم لاسلحتها
وامريكا عاجزة ان تدنو منها ،وان اقتصادها
وحياة شعبها مستقرة .
9-مازالت الصين وروسيا لم تدخل على خط المعركة .وان كانت روسيا قد اعلنت بعد عملية اغتيال (الشهيد ابو باقر )لتقديم الدعم
بغرض تقوي القوات العسكرية العراقية
واعلانها الصريح (ان العراق بلد صديق ولابد من تقوية قدراته الدفاعية .منتقدة تواجد القوات الاميركية على ارض العراق .
10-مازالت امريكا عاجزة ان تورط دولا اخرى معها في المعركة ،وهي التي تعيش ازماتها الداخلية .
11-لم تزل اسرائيل تعيش ازماتها وتجلس على صفيح ساخن .
باختصار كبير ان امريكا تراهن على منازلة
في (الربع الاخير )من المعركة في غزة ،ومحور المقاومة يراهن على جرجرتها
الى المزيد من التشظي وسط عالم الشرق الاوسط المحشو بالازمات .