أهداف القصف الصهيوني للقنصلية الأيرانية في دمشق

قاسم سلمان العبودي

في محاولة بائسة من قبل دويلة الأحتلال الصهيوني للخروج من عنق الزجاجة التي وضعها فيه محور المقاومة الأسلامي ، قامت ( إسرائيل ) بقصف القنصلية الايرانية في دمشق في سابقة خطيرة على مستوى الأحداث التي تشهدها المنطقة .

من القراءة الأولى للهجوم الصهيوني نرى أن التخبط الصهيوني وصل لمراحل متقدمة جدا . وأن الحرب التي يشنها المحور الأسلامي في العمق الأحتلالي أفقد الكيان الصهيوني الصواب ، فضلاً عن أتخاذ القرار الصائب . لذلك نعتقد أن الهدف من وراء هذا الهجوم العدواني على القنصلية الإيرانية هو عملية هروب جديدة الى الأمام . فقد تعددت الضربات التي يتلقاها العدو الصهيوني في البر والبحر من قبل المحور المقاوم .

من خلال التصريحات الصادرة من قبل المسؤولين الصهاينة بعدم أستهدافهم السفارة الدبلوماسية نرى حجم الضغط النفسي الهائل الذي يعيشه هذا الكيان المتهالك ، والذي حاول تبرير فعلته النكراء بان الأستهداف كان لمعسكر أيراني في دمشق ، في محاولة منه للتنصل قانوناً من التعبات التي تطال اي منتهك للقانون الدولي . لكن ذلك لن يعفيه من التبعات الدولية كونه أعتدى على قنصلية دولة عضوا في جمعية الأمم المتحدة . ويكون ذلك أستهداف لأراضي دولة أخرى غير داخلة في حرب معلنه معها ، بأنها أعلان حالة حرب .

من الأهداف الأخرى للهجوم الصهيوني هو عملية خلط الأوراق أمام الرأي العام الصهيوني الذي نزل الى الشوارع لأجل أسقاط حكومة اليمين المتطرف الصهيوني بزعامة نتنياهو ، الذي فشل في أدارة المعركة مع حركة حماس وكتائب القسام التي أذلت الجبروت الصهيوني في أقدس وأشرف معركة منذ الأحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية وحتى اليوم . فقد تطورت وسائل المواجهة مع الكيان المحتل وأصبح السلاح الفلسطيني يشكل خطراً وجودياً على الصهاينة والذي أذل كبرياء الجيش الذي لا يقهر . لهذا فإن تهمة التطور الفلسطيني الهائل تم عصبها برأس ايران التي تعلن بكل وضوح وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ، وكان آخرها أستقبال الجمهورية الإسلامية لقادة الفصائل الفلسطينية التي تقارع المحتل الصهيوني .

نعتقد بأن الهدف الرئيسي من الهجوم الارهابي الصهيوني هو جر الجمهورية الإسلامية إلى مواجهة عسكرية مباشرة من أجل تحقيق غطاء دولي لحكومة الاحتلال الصهيوني ، وأطالت أمد ترأس نتنياهو للحكومة الصهيونية . أو لنقول تلقي ضربة عسكرية ايرانية رداً على الاستهداف الصهيوني ، حتى يصار إلى أصدار قرارات أممية تدعم الكيان الصهيوني وأضفاء شرعية دولية وإقليمية بتوسعة الرد الصهيوني على دول المحور المقاوم . نعتقد بأن رد الفعل الايراني لن يكون وفق المزاج الصهيوني . وسترد ايران على تلك العملية الأرهابية في الوقت والمكان المناسبين الذي يتلائم مع طبيعة المواجهة ، ولن يكون أنفعالي آني كما رسمت ذلك دويلة الأحتلال الصهيوني الأرهابية . أن توحد الساحات المقاومة ضد الكيان الصهيوني والذي تكون ايران جزء من هذا المحور يوجب على ايران عدم الأنفعال بالرد المباشر ، وستتكفل الساحات بأخذ الثأر من الكيان الغاصب في الوقت المناسب .

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا