على طريق القدس.. إن موعدهم الصبح..

إنتصار الماهود

بسم الله الرحمن الرحيم ” وقضينا الى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن مرتين ولتعلُن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا“ صدق الله العلي العظيم.
وعد رباني و عهد لن يخلف بزوال اليهود ودولتهم، اليهود وما أدراك ما اليهود؟!، تلك الفئة الضالة المنحرفة التي ما فتيء القران الكريم، يذكرنا بهم وبغدرهم في آياته المحكمات، ويحذرنا من مغبة التعامل معهم وعواقب الركون إليهم، الفئة المستبدة والتي طغت وتجبرت، وستكون نهايتها قريبة بإذن الله تعالى، قوم شردوا في أصقاع الأرض، بسبب مخالفتهم الأوامر الربانية وتجاوزهم لحدود الذات الإلهية، من تشكيك في رسالات انبيائه والتكذيب لتعليماته، تائهون ضالون تسللوا بحيلة ومكر ودهاء ومسكنة، ليقتطعوا أرضا عربية ويستولوا عليها ليجمعوا الشتات، وأقاموا وطنا على أرض ليست أرضهم، سرقوا فلسطين قلب العروبة وأرض كنعان، تلك الأرض المباركة، التي أصبحت مطمعا لشراذم اليهود بحجة أنها أرض شعبهم المختار، الأرض التي وعدهم الله بها بعد الشتات لسنوات طوال، أصبحت فلسطين بين ليلة وضحاها وبسبب وعد بلفور المشؤوم، موطيء قدم لهم ومكان لبناء مستوطناتهم فيها، بدأوا يستولون على أراضيها شيئا فشيئا، كالسرطان الخبيث الذي ينتشر بجسد الإنسان، كيف الخلاص من هذا الكيان المحتل وهو الذي يمتلك المال والأسلحة، وحتى العملاء المجندين لمساعدته في تحقيق مأربه؟!، هل أصبحت أرض كنعان العربية، أرض الميعاد الصهيونية؟!.

رغم الأساليب التي إستخدمها الكيان لتهويد فلسطين، والسيطرة عليها لم ولن يفلح ولن ينجح، مهما كانت الأدوات التي يستخدمها لتحقيق غاياته، اعلام، مال، سلاح، دول مطبعة عميلة، وغيرها ففلسطين عربية حرة.

منذ إحتلال فلسطين على يد العصابات الصهيونية، وحتى يومنا هذا فإن القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى، هي قضية الشرفاء والأحرار حول العالم، ويجب علينا الدفاع عنها بكل ما أوتينا من قوة وعقيدة، ولم يقتصر الدفاع عن فلسطين على العرب فقط ولا على المسلمين أيضا، بل العديد من الدول والمنظمات غير العربية، تبنت الدفاع عن تلك القضية المهمة، لما لها من أبعاد إنسانية وأخلاقية وعقائدية.
وقد كان روح الله الإمام الخميني قدس سره الشريف، من أشد المدافعين عن قضية فلسطين، الإنسانية أولاً والإسلامية ثانيا، حتى وإن إختلفنا في المذهب واللغة لا يهم، بل أنه ذهب لأبعد من الدفاع عنها، ذهب روح الله إلى إحياء القضية الفلسطينية كل عام بإن يخصص يوم الجمعة وهو الأخير من شهر رمضان المبارك (يوم القدس)، من أجل الخروج بتظاهرات مؤيدة وداعمة لفلسطين والمطالبة بتحرير الأقصى من براثن اليهود ونقتبس من كلامه قدس سره ” يوم القدس هو يوم يجب فيه إحياء الإسلام، وتطبيق قوانينه في الدول الإسلامية، يوم القدس يجب أن تحذر فيه كل القوى، من أن الإسلام لن يقع بعد الآن تحت سيطرتهم، وبواسطة عملائهم الخبثاء“.
تلك الرسالة القيّمة التي بدأ بها الإمام الخميني وسار على نهجه الولي الفقيه الخامنائي، كانت نهجا للأحرار في العالم للدفاع عن القدس و فلسطين، لذلك نرى الشعوب الحرة تخرج في آخر جمعة في رمضان، من كل عام بمسيرات مليونية حاشدة، داعمة ومساندة للفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وتحريرها، ذلك الحدث الكبير المناهض للصهيونية، ووجودها المؤقت على أرض عربية، والذي بدأ عام 1979 وحتى يومنا هذا، بل أصبحت دولا غير عربية ولا إسلامية تحتفي به كألمانيا والمملكة المتحدة، وحتى أمريكا بمشاركة اليهود الآرثوذوكس المناهضين للوجود الصهيوني في فلسطين، ومن المتوقع أن تزداد المشاركات من كل الدول في العالم، بيوم القدس خاصة بعد المجازر وجرائم الحرب، التي أرتكبها الكيان بحق سكان غزة في حرب الأقصى .
فالقدس ليست عاصمة عربية فحسب، ولا هي قضية تمس دينا معينا أبدا، هي قضية إنسانية أولا، وحق شعب بالبقاء على أرضه، يتعرض يوميا للإبادة بسبب الصهاينة، ودولة الشر التي تقف خلفهم ثانيا.
لقد حملت دول المقاومة للمحور الشيعي، رسالة مهمة ومسؤولية كبيرة على عاتقها خلال السنوات الأخيرة، في دفاعها عن القضية الفلسطينية وحق أهل فلسطين، في التمسك بأرضهم ودعمهم في حرب غزة، أوصلوا رسالة للعالم أجمع بأن زوال الكيان الغاصب قريب، و بقاؤهم مجرد أيام معدودات، ونهايتهم أصبحت وشيكة على يد المارد الشيعي، من إيران للعراق لليمن للبنان وسوريا، تلك الدول التي أصبحت تطوق الكيان وتضيق على وجوده الخناق، ستزلزل الأرض تحت أقدامه وسيسجل التأريخ نهايتهم الوشيكة.

إن موعدهم الصبح أوليس الصبح بقريب؟!

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا