أثار اعلان السيد مقتدى الصدر عن ولادة _أو لنقل تسمية _تياره بالتيار الوطني ردود افعال متباينة ، لم تخف تكهناتها واستشرافاتها حول دوافع هذا التغيير،
وما يمكن أن تكون عليه مآلاته المستقبلية.
هذه التداعيات والاحتماليات يمكن النظر اليها من عدة زوايا بالنحو الآتي
أولا :- تنطوي تسمية التيار الوطني الشيعي على مؤشر مهم لافول العناوين الاسرية ، فرغم ان الساحة السياسية خلت قبل ذلك من شعار (حكيميون)، الا أن خلوها منه لم يكن مؤشرا كافيا أو مؤثرا بالدرجة التي سيتركها مغادرة التيار الصدري لعنوانه العتيد .
وإن كان هذا الامر بالنسبة للتيار الصدري هو تحصيل حاصل، اذ انه لطالما كان يؤكد على أنه تيار وطني رغم شيعيته.
ثانيا:- قد يفهم من عبارة التيار الوطني الشيعي انها اتهام لبقية القوى الشيعية
بالتنصل عن الوطنية كما يمكن ايضاً للتيار الصدري الرد بأن اثبات الشئ لاينفي ماعداه.
ثالثا:- على مايبدو أن التيار الصدري عازم على دخول العملية السياسية بزخم أكبر،
وتوجه جديد يحاول من خلاله تغيير الصورة النمطية التي لازمته باذهان
الناس ، خاصة وأن دخولهم العنيف للمنطقة الخضراء أوشك أن ينسف العملية السياسية من الاساس
ويذهب بها الى المجهول.
رابعاً:- يفهم من هذه الخطوة أن التيار الصدري أدرك أن العراق ذاهب الى نقطة تحول كبرى في العلاقات الدولية،
وتشبيك مصالح الدول العظمى معه،
بنحو لن تسمح فيه المنظومة الدولية لاي طرف كان بزعزعة استقراره والتلاعب بأمنه حفاظا على مصالحها.
خامساً:-لعل التيار الصدري أدرك حاجته الملحة لتجديد الدماء في هيكليته التنظيمية ، فعمد الى فتح ذراعيه لاستقبال أكبر مايمكن من المؤيدين
لمسارات العمل الوطني،
أي الانكفاء على الشؤون الداخلية فحسب.
سادسا:- سيواجه التيار الصدري تحديات ايدلوجية بشأن قدرته على التوفيق بين مقتضيات الانتماء العقائدي للتشيع ، والتزامات العمل في الاطار الوطني الذي حدده لنفسه.
اذ ان التشيع كمنظومة عقائدية وفكرية
عصية على التأطير أيَّا كان هذا التأطير ، سواء كان جغرافيا او عرقيا أو حتى سياسي.
سابعا:- التيار الصدري حريص على الاندماج مع بعض القوى السياسية السنية والكوردية أكثر من حرصه
على الاندماج او الائتلاف مع بعض القوى الشيعية .
وهو يشعر بأن هذا المنحى الجديد سيؤمن له مساحة وفرصة أكبر، لبناء تحالفات رصينة ومتينة عابرة للطوائف
ثامنا:- لعل في هذه التسمية الجديدة
دفع لما طرأ من اتهامات للتيار بمغادرته
الصف الشيعي ، فأراد اعلان تمسكه بثوابته الشيعية من جهة واثبات أن التشيع لايتنافى مع الوطنية من جهة اخرى.
تاسعا:- لا يبعد أن التيار الصدري اراد بهذه التسمية ترسيخ التمايز بينه وبين بقية القوى في الاطار التنسيقي (الشيعي) .
وهو رسالة مستعجلة لتلك القوى على أن معيار التحالف معه يجب أن يكون على اساس فصل مسار شيعة العراق عن مسار الجمهورية الاسلامية.
عاشرا:- في هذا الاعلان عن تسمية التيار الوطني الشيعي رسالة تطمين للمحيط العربي والدولي، على أن التيار الصدري غادر مركب الطائفية و هو عازم على مغادرة نظام المحاصصة
على أمل حصوله على الدعم والتأييد
لاجراء التعديلات الدستورية والسياسية التي يؤمن بها كما اشرنا
كالمحاصصة والائتلافات المكوناتية.