رسالة الى سماحة السيد عمار الحكيم

جمعة العطواني

مركز افق للدراسات والتحليل السياسي

ابتداءا نتقدم لكم باحر التعازي ونحن في ايام محرم الحرام، ايام شهادة سبط رسول الله الاعظم( صلى الله عليه واله وسلم)، ذكرى انتصار الاسلام واهله على النفاق والشرك واهله.
اعتدنا في مناسبات سابقة ان نقرا خطاباتكم وكلماتكم بموضوعية وبتجرد عن اي نوازع عاطفية اومجاملات سياسية او شخصية، او تحامل بميل او هوى او عصبية.
فكنا ننتقد بوضوح، دون خوف او تردد، وكنتم تسمعون ذلك وتحترمون ما نقول، وقد توافقون اولا توافقون على ذلك .
سماعكم لما نقول هو الذي يشجعنا على ابداء وجهات نظرنا في فيما تقولون، وسعة صدركم وعدم انفعالكم من النقد الموضوعي يشجعنا على المزيد من التقييم والنقد.
اليوم ونحن نستمع الى كلمتكم القيمة في ذكرى محرم الحرام تجعلنا نكتب (بثناء )على ما تطرقتم اليه من موضوعات مهمة وحساسة يمر بها الاسلام واهله، وتتعرض له مقدسات المسلمين .
فما بين انتهاك وحرق القران الكريم، وما يمثله من انتهاك لكرامة ملياري مسلم، وما بين مشروع النوع الاجتماعي( الجندر) الذي بدا ( يدب) في مؤسساتنا الرسمية وشبه الرسمية بدعم امريكي وغربي، وتشجيع لمنظمات وشخصيات عراقية، من سياسين، او جماعات (خارجة عن القيم الاسلامية والاعراف الاجتماعية).
ما بين هذا وذاك نشعر ان ديننا في خطر، ومجتمعنا في خطر، ووجودنا في خطر، وهذه الخطورة نابعة من حرب وجودية يشنها الغرب وامريكا علينا بنفس الامكانات المادية والعسكرية والسياسية التي احتلوا بها بلدنا، وصنعوا فيها الارهاب الداعشي، لكن هذه المرة الادوات المحلية مختلفة .
فاذا كانوا قد استعانوا بالجماعات الوهابية التكفيرية ونفايات البعث لصناعة داعش، هذه المرة يستعينون بالجماعات المنحرفة والمنحطة اجتماعيا وثقافيا وفكريا ، والمتيمين بالثقافة الغربية ، مستغلين شعارات الليبرالية وحرية التعبير.
واذا ما حاولوا قتل روح الانسان وبدنه في الحروب السابقة، فهم يريدون قتل روحنا المعنوية وقيمنا الاسلامية وثوابتنا الاجتماعية، فهو سلاحهم الاكثر فتكا.
لقد قالها مفكرهم الكبير(فرانسيس قوكاياما) قبل سنوات :
( ان عوامل الدين والبنية الاجتماعية اهم معوقات الديموقراطية، لذا يجب هدم هذه المعوقات وتفكيكها واعادة تركيبها عن طريق الفوضى التي تريدها واشنطن ) .
لهذا عندما نقول ان حربنا في مشروع ( الجندر واللواط) حرب وجودية فاننا نعي ما نقول.
اكثر من ذلك فان وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق كوندليزا رايس تقول (عملنا طوال السنين الماضية على كسب عمالة الحكام، اما الان فنحن نعمل على كسب عمالة الشعوب).
فابعاد الدين عن السياسة والمجتمع والحياة، وانتهاك قيم الاسلام، وانتشارالمثلية والانحطاط واستهداف هويتنا الاسلامة هو افضل طريق لكسب عمالة الشعوب، بعد ان يتحول الانسان المسلم الى سلعة ليس اكثر.
نشيد بكلمتكم التي شخصتكم فيها مكامن الخطر وضرورة المواجهة، وبخاصة دعوتكم لمجلس النواب لغلق كل الذرائع امام المتسولين والمتسكعين والمعتاشين على موائد الغرب في نشر( اللوط) و( والتحول الجنسي) من منافقين وليبراليين مدعمومين من مخابرات ومنظمات غربية وامريكية، وذلك بتشريع القوانين التي تجرم من يروج او يدعم او يساعد او يدافع عن هذه الجرائم المجتمعية والفطرة الانسانية والثوابت السلامية .
ان موضعة( الجندر) بدات تدب في اوساطنا الاكاديمية والعلمية، فضلا عن المجتمية من خلال اطاريح اكاديمية، وصالونات ثقافية تحت ذريعة ( حرب التعبير).
ان شعارحرية التعبيرهو الذي( احرق القران الكريم)، وهو الي سيحرق كرامة اسلامنا ومجتمعنا .
ان تصدي زعماء الاطار وتبنيهم لهذه التشريعات من شانها ان تمنع انتشار الرذيلة في بلدنا ومجتمعنا، وتكون مساندة لموقف المرجعية الدينية العليا في خطابها الى الامين العام للامم المتحدة.
سنوات ونحن ندفع ضريبة مقولة: ان الحكام في العراق ( اسلاميون) و( شيعة )، وان التجربة الشيعية في الحكم فاشلة.
جاء اليوم الذي تدافعون فيه عن اسلامنا وتشيعنا واخلاقيات مجتمعنا دون مجاملة او مداراة.
ان قرار حكومة السوداني يعد من اشجع القرارات، اذ انه اعطى روحا وقيمة للدولة العراقية لتاخذ مكانتها الحقيقية وفي ريادة الدول العربية، حتى بات الموقف العراقي معيارا تقاس عليه مواقف بقية الدول العربية الاخرى والاسلامية، واحرجت الكثير من المواقف العربية الخجولة والمتخاذلة .
شكرا لكم على ما افضتم به من كلمات تعبر عن نبض المجتمع .
وشكرا لحكومة السوداني التي عبرت عن ضمير الامة بكاملها

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا