يومٌ لا بدّ أن يُحفر على صفحات التاريخ، حتى لا يمسحه تعاقب الأيام، ولا ينساه ذوو الذاكرة السمكية، فبعد أن تهاوت المدن العراقية واحدة تلو الأخرى، وكلٌ فكر بنفسه، عندئذ أذَّن مؤذن الفتوى أن أنقذوا العراق! أطفال ونساء وشيوخ، ومقدسات، كلهم قد انتُهكت حرمتهم، حتى لبَّى أبناء المواكب الحسينية نداء تلك الفتوى التاريخية.
جاءت الفتوى بعد سقوط الموصل رسمياً بيد داعش، وارتكاب مجزرة سبايكر، التي راح ضحيتها ١٧٠٠ شاب ليس لهم ذنب إلا لأنهم من شيعة علي (عليه السلام) يتعذر القلب والقلم لوصف هذه الجريمة البشعة، التي حدثت أمام مرأى ومسمع العالم كله!
حينها ما كان للبنادق من مناص فاستفاقت من سباتها، لقد أيقضها أبناء علي، حيث أوقفوا انهيار المدن، وراحوا يطاردون داعش حتى آخر شبر من أرض العراق، بالطبع لم يكن ذلك بالمجان، فقد قدمنا طوابيراً طويلة من الشهداء، والجرحى، وكلهم قد رخّصوا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله تعالى.
اليوم اكملت الفتوى المباركة عقدا من الزمن، عاش فيها العراقيون حياتهم بلا مفخخات، ولا سيطرات وهمية، ولا قصف عشوائي، كذلك انتهى زمن الذبح والجثث مجهولة الهوية، عشر سنوات من الأمان مرت بفضل فتوى الجهاد الكفائي، وبفضل الأبطال من الحشد الشعبي ومن القوات الأمنية، الذين قدموا الكثير من أجل حفظ أمن العراق.
لا بد أن لا يُنسى هذا اليوم الذي انطلقت فيه الفتوى، والتي غيرت ملامح المنطقة بأكملها، لذا علينا واجب أخر هو الحفاظ على ما أنتجته الفتوى، فأعداؤنا ما زالوا متربصين، ويتحينون الفرص لتحقيق اهدافهم العدوانية، وليست عزة منا ببعيد، والكل يشاهد “إنسانية” الغرب ماذا تفعل في غزة! فالمستكبرون يستضعفون من ليس له مخلب يدافع به عن نفسه!