هل ستقرع طبول الحرب على الحدود العراقية السورية

د. عدنان الشريفي

عقد اتفاق سري بين روسيا وايران يتمثل بالعمل على إخراج الامريكان من شمال شرق سوريا حيث تسيطر على الحقول النفطية الغنية والتي اهمها حقل العمر النفطي الذي يعد من اكبر واغنى حقول النفط السورية والذي يقع على بعد 10 كم شرق مدينة الميادين في محافظة دير الزور حيث توجد فيه اكبر قاعدة امريكية في سورية اضافة الى 27 قاعدة عسكرية اخرى تحيط بمناطق النفط اهمها في مناطق الرميلان والمالكية وتل بيدر والقاعدة الاستراتيجية في التنف مما دعا امريكا لردة فعل غير متوقعة على هذا المخطط تتمثل بتحريك قوات غير عادية باتجاه سوريا واولها تحريك اكبر حاملة طائرات في العالم ابراهام لينكولن باتجاه سوريا وتحمل 90 طائرة معظمها من طراز F 35 وامريكا لم تحرك هذه الناقلة الا في حرب الخليج على العراق عام 2003 ، وستلحق بها غواصات تووية وحاملات طائرات اخرى ،كذلك عمدت إلى اعادة انتشار الفرقة الجبلية العاشرة للجيش الامريكي في الشمال السوري قرب الحدود العراقية وهي من اخطر الفرق الامريكية ووصول 3000 عنصر من قوات البحرية الامريكية اضافة الى عدد كبير من السفن الحربية وقامت بتحشيد القبائل العربية السورية السنية والجيش الحر وقوات سوريا الديمقراطية بالاشتراك مع مجاميع داعش المتواجدين في سوريا وفي وادي حوران العراقي الذين حمتهم امريكا طوال السنين الماضية ومنعت اي طيران عراقي من التحليق فوق هذا الوادي وسهلت عبور عدد كبير منهم الى سوريا للاشتراك في المعركة القادمة وهناك وفد عسكري ضم قادة اركان الجيوش الاردنية والمصرية والسعودية زاروا شرق الفرات والتقى المعارضة السورية في قاعدة التنف ، كما التقى احد كبار قادة الجيش الامريكي مع بندر احميد قائد قوات الصناديد لإقناعه بالمشاركة في المعركة القادمة التي تحتاج الى بضعة اشهر لاستكمال استعداداتها لها والتي تهدف الى السيطرة على منطقة البو كمال وصولا لمنطقة التنف لغرض عزل العراق عن سوريا وقطع خطوط الامداد التي تأتي عن طريق هذه المناطق من ايران الى سوريا وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني حيث يتواجد في هذه المناطق اكثر من 18 الف مقاتل من حلفاء سورية ومن قواتها النظامية مكونين من فصائل عراقية مسلحة مثل كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وكتائب الامام علي (ع) وحركة النجباء مع مجاميع من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني وجزء من فرقة الامام الحسين (ع) القتالية التي اسسها الجنرال قاسم سليماني عام 2016 من متطوعين من مختلف الجنسيات وهي من اخطر واقوى الفرق الموجودة على الساحة السورية، مع جزء من الفرقة الرابعة السورية التي هي بقيادة ماهر الاسد شقيق الرئيس بشار الاسد، والخطة الامريكية ترتكز على عدة محاور فهي قبل بدء الحرب ستعمد وبمساعدة دول عربية على اعادة تنشيط التظاهرات التي تطالب بإسقاط بشار الاسد وبالأخص في دمشق حتى لا يكون هناك مجال لإرسال الدعم من دمشق الى الشمال السوري يسبقها حملة اعلامية مدعومة من الاعلام العربي وبعض المنظمات الدولية لنشر انتهاكات حقوق الانسان في سوريا واظهاره بشكل مروع ، مع قيام اسرائيل وامريكا بضربات جوية لمستودعات الاسلحة في منطقة الحرب المحتملة ومناطق اخرى والضغط على تركيا لتقوم بتسفير الشباب السوري المقيمين على اراضيها واعادتهم قسرا ليشتركوا اما في التظاهرات او في الحرب ضد الحكومة ،كذلك حرق الوضع في لبنان لتبدأ الفتنة في مخيم عين الحلوة ثم لتمتد الى مناطق اخرى لإجبار حزب الله على الدخول فيها لشل قدرته عن القتال في محيط دمشق وفي الحدود العراقية السورية وفي الداخل اللبناني لاحتمال كبير قيام اسرائيل بشن هجوم على جنوب لبنان بناء على طلب السعودية كل ذلك لتقليل مقاومة سوريا وايران وحلفائهم في منطقة الشمال السوري حيث ستكون الحرب بصواريخ وطائرات امريكية واسرائيلية لكن بمقاتلين سوريين ومرتزقة داعش ، اما فيما يتعلق بتأثير ذلك على العراق فان هناك فصائل مسلحة عراقية ستتعرض الى قصف امريكي اسرائيلي في الداخل العراقي وبالأخص الفصائل المحسوبة على ايران كذلك ستتعرض للقصف الكثير من مخازن اسلحة الحشد للقصف وبالاخص القريبة على الحدود العراقية السورية اما روسيا فلا استبعد انها ستنأى بنفسها عن الدخول في هذه الحرب بصفقة وقف الحرب الاوكرانية التي اصبحت عبئا على امريكا واعطائها الاقاليم الاوكرانية الثلاثة التي احتلتها مقابل السماح باسقاط بشار الاسد او اقناعه ليتنحى طواعية مع ضمانات الحفاظ على قاعدة طرطوس الروسية.

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا