البرلمان العراقي يعتبر التواجد العسكري التركي خرقا للسيادة العراقية

العالم أكد البرلمان العراقي ألا مبرر لبقاء القوات التركية في الأراضي العراقية بعد دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان لإلقاء السلاح. وقال مسؤول في الخارجية العراقية إن بغداد أمام فرصة استثنائية للتفاوض مع أنقرة لإغلاق قواعدها العسكرية في العراق.
منذ 4 عقود.. والصراع يلقي بظلاله على المنطقة.. دماء سالت وأحلام تبخرت.. لكن دعوة مفاجئة من زنزانة في جزيرة إمرالي قد تغير المشهد.. عبد الله أوجلان الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني يوجه نداء تاريخيا.. ألقوا السلاح.. وحلوا الحزب.
فكيف استقبل العراق المعني بحكم الواقع هذه الدعوة؟ وما علاقتها بموقفه الحازم برفض التوغل التركي؟
خطوة إيجابية نحو استقرار المنطقة.. هكذا وصفت وزارة الخارجية العراقية دعوة أوجلان معتبرة إياها فرصة ذهبية لطي صفحة الصراع المسلح.
وفي بيان حاسم، أكدت الوزارة أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لإنهاء النزاعات مشددة على ضرورة ترجمة الدعوة إلى خطوات عملية.. فالكلمات وحدها لا تبنى عليها سلام.
وقال رئيس جماعة علماء العراق، خالد الملا، لقناة العالم: “أعتقد أن هذا التمادي في الإساءة للسيادة العراقية لابد أن يجابه دبلوماسيا وبطريقة قوية لأن العراق ليس بلدا ضعيفا وليس بلدا مهمشا، العراق اليوم بلد من بلدان المنطقة المهم، بلد ديموقراطي فيه برلمان وحكومة.”
لكن الترحيب العراقي لم ينس بغداد مطلبا مصيريا.. لا مبررا للوجود التركي بعد اليوم. فبعد أن كانت أنقرة تتذرع بمواجهة حزب العمال، أصبح التوغل العسكري شمال العراق خرقا صارخا للسيادة وفق تعبير عضو لجنة الأمن البرلمانية حيث يؤكد البرلمان إن آن الأوان لتركيا أن ترفع يدها عن أراضينا.. فالقوات التركية في 80 موقعا عسكريا لم تعد تمتلك شرعية البقاء.. شرعية كانت مفقودة من البداية.
وقال نائب سابق في البرلمان العراقي، محمد الربيعي، في حديث لقناة العالم إنه “ما زالت الانتهاكات والاعتداءات الصارخة التركية ضد العراقيين مستمرة وبالتالي ندعو الجهات الرسمية إلى اتخاذ مواقف حاسمة وحازمة وأن تبادر إلى تقديم الشكوى في مجلس الأمن لكي يكون هناك رادع حقيقي لهذه الاعتداءات والانتهاكات التي تمارس ضد العراق.”
سؤال السيادة.. هل تنتظر إجابة من أنقرة؟
العراق اليوم يمسك بورقة ضغط قوية.. فبعد أن أعلن أوجلان حل حزبه، لم تعد تركيا تملك ورقة مكافحة الإرهاب لتبرير وجودها العسكري.
لكن الساحة السياسية في أنقرة ما زالت صامتة.. فهل تستجيب للنداء العراقي بسحب القوات؟ أم ستطلق ذرائع جديدة لاستمرار التوغل؟