البعد السياسي في الايديولوجية الحسينية

د صالح الشذر

على مر الزمان والصراع المستمر بين الخير والشر ياخذ طابعا تصاعديا وتتجدد الأفكار العدوانيه من اجل الحصول على المكاسب على حساب الحق والعدل والإنصاف.

ومن هنا تأتي قضية الإمام الحسين عليه السلام وتتصدر كل الأولويات الدنيوية والدينية باعتبارها حق إلهي مطلق لصاحب القضية التي خرج من أجلها وطالب بالطرق الدبلوماسية المعروفة من اجل إحقاق الحق وتنفيذ الاتفاق والعقد المبرم بين الإمام الحسن المجتبى عليه السلام والملعون معاويه بن ابية والذي ينص على إعادة الخلافة العلوية الى اصحابها الحقيقين باعتباره حق مطلق وذلك بعد هلاك معاوية ولكن الانحراف السياسي الاموي ضرب الاتفاق وجمد العقد القانوني السياسي المبرم في حياة سيدنا الحسن عليه السلام مستندا الى حجج واهية باعتبار ان صاحب الاتفاق قد توفاه الله لذلك انه غير ملزم في استمرارية المعاهده .علما ان خرق الاتفاق في اي قضية حكم يجب ان يستند الى الخلفية التاريخية في تلك المرحلة والمراحل التي سبقتها وتطبيق الاعراف والنصوص الخاصة المبرمة في هكذا قضايا.بالتالي كان خروج امامنا الحسين بن علي واجب الهي وشرعي وسياسي وقانوني يندرج في مفهوم العلاقات الدولية الحديثة وحق قيادة الامة من قبل الحاكم المؤهل للتصدي والذي يمتلك المؤهلات العلمية والثقافية في معالجة الانحراف الأموي والعودة بالدين والسياسة وتصويبها إيجابيا.

نعم هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون قطعا لا.بالتالي ماحصل من اعلام مضاد وتضليل متعمد للرأي العام في تلك المرحلة هو تشويه الفكر الإلهي الديني وربطه بطريق سياسي دنيوي ضيق لجعل الامام الحسين انسان عادي يطالب بالخروج عن المألوف للحصول على السلطة لذلك كانت النظرية السياسية الدينية للامام الحسين هي كشف زيف الادعاء الاموي المضلل للحقائق اولا وتذكير الناس بالعودة الى جادة الطريق من منطلق فذكر عسى ان تنفع الذكرى ورغم محاولات امامي ابا عبدالله الحسين في اتباع الطرق السلمية بالوصول الى حقة الطبيعي والتنصيب الالهي الذي اورثه الله له ولاخيه باعتبارهم اصحاب حق للولاية العلوية والخلافة الالهية في قيادة الأمة.

وعندما اوصدت جميع الابواب وصمت الاذان ولم يسمع لصوت الحق ،قال امامنا رضوان الله عليه انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي وهنا علينا ان نركز بهذه العباره اذا لم يقل امة محمد وانما قال جدي للتذكير بالحق في صلة النسب على لسان الرسول الاعظم حسينا مني وانا من حسين وبما ان اقوال وافعال الرسول هي سنة الله في خلقه بالتالي من يخرج على السنة يخرج من الاسلام ومن يخرج عن الإسلام فهو كافر وقتالة والخروج عليه حقا مشروعا لصاحب الحق المطلق والوريث الشرعي في قيادة الامة الا وهو الامام الحسين عليه السلام. لذلك نجد ان القضية الحسينية هي وجود واستمرارية لمبادئ وقيم نبيلة تاخذ الطابع الجهادي في الحصول على الحقوق المسلوبة من اجل تصويب المسار للشعوب المطالبة بالحرية…………………..

د صالح الشذر كاتب ومحلل سياسي مختص في العلاقات الدولية والسياسية الخارجية

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا