تموضع العراق في خريطة العالم الاقتصادي الجديد

محمد صادق الهاشمي

في موتمر العشرين الذي انعقد السبت اعلنت عدد من الدول ( امريكا والسعودية وفرنسا والمانيا والهند والامارات والاتحاد الاوربي ) عن توقيع مذكرة تفاهم لتطوير ((مشروع الممر الكبير)) والذي يربط الهند باوربا بالشرق الاوسط واكد الرئيس الامركي بايدن وهكذا الرئيس الفرنسي ايمانوئيل وممثلة المفوضية الاوربية اورسولا فون دير لاين , وولي عهد السعودية محمد بن سلمان كلهم اكدوا: ان مذكرة التفاهم التي وقعت عن مشروع الممر الكبير سوف يتم تفعليها وان هذا الخط سوف يكون خط الطاقة والتجارة وغير ذلك وانه يربط بين القارات .وهنا عدد من الملاحظات :
اولا / ان الخريطة العالمية للاقتصاد العالمي ومنذ نهايات الحرب البادرة تتجه الى اعادة التوازنات وتغيير المسارات الاقتصادية وتسريع ايصال البضائع والطاقة بسرعة تختزل الاموال المهدورة وتعمل على اعادة الخريطة السياسية والجيبوليكية للعالم فان مشروع الممر الكبير يسرع ايصال البضائع ب40% عما هي عليه الان وهذه الحقيقة هي التي تفسرلنا تشريك العلاقات في الخليج مع المحاور المتعددة بعد ان كانت احادية المحور والارتباط فلم تجد دولة خليجية الا وامتدت شبكة علاقاتها الاقتصادية الى المحور الغربي والشرقي بحثا عن مصالح شعوبها ومن ينظر الى حجم التبادلات التجارية بين الامارات والصين او اي دولة خليجية يجد ان الخليج يسير بكل الاتجاهات التي تومن مصالحه وتنتهي به الى تموضع في الخريطة العالمية حتى لايقف على الهامش في المتغيرات الدولية
ثانيا / ان حتمية المتغيرات في الخريطة العالمية لم تمنح الدول الاقليمية الساعية نحوها خيار يمكن التاجيل فيه او التاخير فان العالم للمراقبين في سباق عالمي صغرت هذه الدول او كبرت ويبدو العالم كانه محاور اقتصادية اكثر من ان يكون عبارة عن محاور سياسية وليس ادل ان مجموعة بريكس على جدول عضويتها العديد من الدول كما ان افريقيا هي الاخرى تبحث عن مستقبلها والجدير بالذكر ان عودة العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية تاتي انضاجا لاستيعاب المتغيرات وتوجتها ايران بعضويتها في بريكس فالعالم يتمحور بحثا عن امنه الاقتصادي وبحثا عن الطاقة والتجارة . فكل الدولة تنظر بعين بعيدة المدى .
ثالثا / العراق يمتازبموقع ستراتيجي كما ان ثرواته وامنه الاقتصادي المستقبلي تفرض عليه ان ينظر القائمين على ادارة البلاد عدم التخلف عن الركب العالمي لذا ينظر الباحثون الى خط التنمية بانه مشروع ستراتيجي ياتي في سياق المشاريع العالمية والاقليمية (( مشروع الحزام والطريق – مشروع الممر الكبير – مشروع التنمية )) ومن مخرجات مشروع التنمية هو احتلال العراق موضعه في قلب العالم الاقتصادي لان خط التنمية احد ادوات الربط ان لم تكن مساوقة فهي موازية للخطوط العالمية
رابعا / العراق ومن خلال طرح حكومة السيد السوداني لمشروع التنمية والربط السككي وسعيه الى تفعيل ميناء الفاو لنقل البضائع يكون قد امن للاجيال مستقبلها الاقتصادي سيما ان كل الدول المجاورة تتحرك الى الالتحاق الحثيث بالمشاريع الاستراتيجية وطرق الربط العالمية برا وبحرا والاستفادة القصوى من المواقع والثروات وليس العراق بدعا من المحيط الاقليمي والدولي .
ومن هنا جميع مراكز الدراسات واصحاب الاختصاص والاكاديميين الى ممارسة دورهم في عقد الموتمرات العلمية وتقديم التوصيات لترشيد عمل الحكومة وترصين موقفها في الركب العالمي ليحتل العراق موقع اللائق به .

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا