شهدت الساحة السياسية مع قرب الانتخابات صراعات حزبية بين قادة الكتل في محاولة لقيادة مكوناتها ، ولعب راس المال والمال السياسي والعمق الجماهيري والعشائري في اعطاء زخما لهذا التصادم والتحدي متجاوزا القيم الانتخابية والقوانين وتعليمات المفوضية عابرا نحو التسقيط اعلاميآ مرورا بتمزيق صور المرشحين او تشويهها . كما حصل في غالبية الانتخابات
ولم تتوقف هذه الزعامات عند مستوى العمل للوصول الى اهدافها واولها قيادة المكون نحو المرحلة القادمة . بل سبقها تصريحات انطلقت من تحت رماد الصمت وصولا لفضاء الاعلام ، في تحدي واضح لكسر العظم . وهذه الظاهرة شملت غالبية مواقف الفرقاء السياسيين ضمن المكون الواحد .
ان الصراع السياسي لقيادة المكون السني افرز تحديا من نوع اخر مع قرب الانتخابات ، وبدى واضحاً شكل التحدي في التصريحات والالفاظ التي رافقتها في محاولة لاسقاط بعضم الاخر من خلال الاتهامات المتبادلة .
قادة بعض الاحزاب تسعى لتاييد المحافظ في الانبار وفي الموصل وصلاح الدين وديالى والمحافظات الاخرى بينما تجد من يعارض بقاء هؤلاء في سلطة المحافظة حيث تشتد المنافسات لاعتبارها العمق العشائري لذا هناك تحرك محموم لكسب جمهور الناخبين والتاثير على خياراتهم .
بعض قادة الكتل السياسية تستغل منصبها للتحرك بحرية لامتلاكها راس المال والامكانية في اغراء بعض الشيوخ والفاعلين في المجتمع في الوقت الذي يسعى المنافسين الاخرين الى اثبات وجودهم كمنافسين معتمدين على الائتلافات وملفات الفساد التي يمتلكونها ( الملف الاسود ينفع في اليوم الابيض) تجاه خصمهم في نفس المحافظة .
واول الصدامات بين هذه الزعامات والقيادات مانتابعه في الموصل من تسقيط وتحدي ونشر بعض الملفات التي يقودها النائب خالد العبيدي ضد محافظ الموصل نجم الجبوري .
من اكبر الاخطاء التي يقترفها هؤلاء هو احتفاظهم بملفات تكشف قبل الانتخابات وان تكن واقعية لانها مقصودة في توقيتها ثم ان المنافسة يجب ان تكون شريفة لخدمة العراق عموماً والمحافظة خصوصاً .
ان المظاهرات نشاط سياسي اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان اقطاب المكون السني تمر بتحديات ، وستسقط قيادات اخرى كما سقطت سابقا قيادات كبيرة من الخط الاول ، وينطبق الحال على اقطاب المكون الشيعي وتشظيها والتحديات التي تمر بها لاثبات وجودها ومقبوليتها بعد فشلها في الساحة الجماهيرية التي احتضنتهم .