زيد الطالقاني..الضحية..!

هند نجم

زيد الطالقاني ضحية اخرى لمن يثق بالغرب

نتابع اخبار العراق في الخارج ونرسم علامات استفهام على احداث وشخصيات في بلد ولدنا ومازلنا نحن اليه .

زيد الطالقاني طفل تربى وترعرع في شوارع وأزقة النجف الأشرف ،وكبر في دنيا المراسيم الحسينية فلطم وبكى وشارك بالتشابيه بدور (القاسم )بتميز شكله وعافيته.

له عم مجاهد قارع النظام البائد واستشهد على هذا المنهج ،وأهالي النجف يعرفون التفاصيل ..

عمل بعد سقوط النظام البائد في مؤسسة إعلامية ،اعتقد أنها (اذاعة ) جميع من قدم له خدمة عرفانا منهم لتاريخ عمه الجهادي..

إمكانيات زيد نحن نعرفها جميعا ،فقد فشل في الدراسة وفي المهنة ،حيث ان والده رب أسرة يمتلك محلا صغيرا يعتاش منه..

يبدو ان تكليفًا اكبر من حجمه وقع عليه ،وهذا مبدأ عمل المخابرات الغربية باختيار شخصيات مغمورة تعاني من ضياع وفشل لتنفخ فيهم وهم ايضا يحلمون بعروض تفوق طاقاتهم..

لم يكلف زيد نفسه كثيرا كي يعرف لماذا تم اختياره للمهنة التي بدأت بصناعة گروب وبالتعاون مع ابن شخصية سياسية دينية خبر الطريق قبله، ورأينا اعداداً كبيرة انخرطت بهذا الگروب من كبار السياسيين والمسؤولين الحكوميين وشهد مناقشات وحوارات لم يرق عقل زيد إلى تفهم من يدير هذه الحوارات وما اهدافها!

وحتى لايجلب النظر بدأ مشروعه الجديد بمركز دراسات صغير وبإمكانيات ومبنى متواضع في محافظة النجف ،تقام فيه ندوات وحوارات وتحضر فيه شخصيات اكاديمية من جامعة الكوفة ،ليكبر المركز وبخطى سريعة ..

ليس هنالك من طفل صغير بالنجف يثق بان زيدا يصلح ان يكون رئيسا لمركز دراسات
وفي محافظة مثل النجف تملك إرثا حضاريا ومخزونا فكريا وثقافيا ودينيا لايوصف .

ربما لايعلم زيد ان هناك مخطط خطير على محافظة النجف الأشرف يستهدف تاريخها ومكانتها الدينية وتكفلت دول غربية عديدة لفت قوة النجف في التأثير على القرار الديني والسياسي ، وأنه سيكون احد أدواته أسوة بعشرات الدراسات والأطاريح بهذا الشأن ناهيك عن منظمات المجتمع المدني وماتقوم به لصناعة جيل ناقم على الإسلام والمذهب.

وصولا الى مقبرة النجف التي طالما اشتكى الناس من الفوضى التي تعمها وفقدان الخدمات وملاصقتها لأحياء معظم سكانها قدموا من محافظات اخرى وباتوا مصدر قلق للمحافظة برمتها.

اتسع مركز الرافدين ليصبح الأكبر في كل مراكز الدراسات والبحوث بالعراق ،وباتت المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي يعقدها يحضرها كبار المسؤولين السياسيين العراقيين والأجانب وكبار الكتاب والمفكرين ولم يتأخر احد عن الدعوة إلا من تيقن بخطورة المركز وصاحبه..

ولكن سؤلا بات يردده الجميع (مازيد وهذا التمويل ؟) لم يتحمل زيد هذا الدعم الذي ساعده فيه هشاشة التجربة السياسية بالعراق ،فراح يحلم وصولا إلى انه مشروع سياسي يمكن من خلاله ان يدير شؤون العراق وليس النجف لوحدها ..

دخل زيد بفوضى الاستثمارات بالعراق ،وهيمن على أموال كثيرة ،وعلى القرار المحافظة والأمن وباتت تحرسه (١٢٠ )بندقية (مجازة ) ويتدخل في شؤون كثيرة ،ومن يخالفه يشبعه تهديدا كما حدث مع ابنة محافظته الناشطة (هديل )التي أخضعها للتهديد والابتزاز إذا لم توافقه الالتحاق بالحزب الذي انشأه..

فأخرجت تظاهرة ضده مؤيدة من قبل أهلها وعشيرتها . الشركات العالمية التي تدعم مشروع زيد تجاوزت العشرين وهي من كبار الشركات العالمية ،فيما سفراء الغرب في خدمة مشروعه ..

حكومة (الكاظمي )منحته فسحة اكبر للتحرك ..
مواقع التواصل ملأى باالتساؤل عن (زيد ) وتمويله ،وهناك عناوين لكتاب كثيرين حملوا ذات التساؤل ،خاصة بعد ان تجرأ على (ولي نعمته ) واتهمه بالارهاب والادعاء بانه استهدف!

(مركزه الرافدين ) بالصواريخ وفي سيناريو اضحك البعيد قبل القريب ..
الان زيد تتوالى عليه الأحكام تباعا ،وماان يحكم بقضية حتى تلاحقه الثانية ،يجلس بالسجن في حالة من الذهول والتساؤل عن اولئك الذين تركوه وحيدا يخشى الأقرب من أقاربه واصدقائه زيارته ..

يقول والده (زيد منهار ) حسبما وصلنا من أهل النجف انفسهم والذين ليس فيهم من يتمنى له إلا الاسوء من الحال ..

ليس مهما السؤال عن سبب اعتقال زيد والدعاوى المقامة ضده ،فعندما ترى المخابرات الغربية أنها ماعادت تحتاج لهذه البضاعة تلقيها جانبا ولاتسمع صراخها ، وهذا ماحدث لأفواج من العملاء لأمريكا وهم يتمسكون بجنح الطائرات للهروب وفي افغانستان وفي احداث كثيرة ..

لانرى في زيد غير ضحية للمخططات الاميركية الغربية بالانخراط بمشاريعهم المعادية لبلده ..حيث فجأة يتصل فلايرد عليه احد ،ويتوسل بالذاهب والايب ولا من مجيب .
سيذهب زيد الفتى النجفي إلى مصير مجهول ومؤلم تلاحقه كلمة (عميل )

وحتما سيؤذي ذلك أهله وأقرباءه والأصدقاء ..فيما تبقى النجف عنوانا كبيرا بتاريخها وارثها الثقافي والفكري والديني والجهادي ومرجعيتها الرشيدة .

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا