أمين السكافي (لبنان – صيدا) الرواية الإسرائيلية قنوات لبنانية معادية
قد تكون الأحداث والعقبات التي تستوقفك في حياتك لها وجهان واحد سلبي والآخر إيجابي فأنت عندما تتعرض لنكسة تنظر حولك لتشاهد من بقي وثبت معك ومن أدار لك ظهره ومشى وأظن إن لم يكن جميعنا فأغلبنا مر في هذه التجربة وهذا ديدن البشر هم مع القوي طالما هو بصحته وماله وعزه فإن أحسوا منه وهنن أو ضعفا إنفضوا عنه كل في طريقه يبحثون عن قوة جديدة يلتحفون بها ويقدمون لها فروض الطاعة والولاء.
للمصائب والأحداث السيئة أيضا حسناتها وسيئاتها على الصعيد العام فهي تستخلص لك الأصدقاء والحلفاء من حولك كما يحصل اليوم مع المقاومة فبعض من حلفائها الذين لم يكونوا شيئا لولا دعمها بالمال والأصوات في الإنتخابات والدعم السياسي حتى إيصال بعضهم لسدة الرئاسة وكانوا يمدحونها صبحا وعشيا ويعلنون ويؤكدون تحالفهم معها قد تبدلت أحوالهم عندما أهتزت الأرض قليلا تحت أقدام المقاومة بسقوط شهدائها من (البيجر إلى القادة إلى صفي الدين وإلى حجة الله في أرضه سماحة الشهيد الذي سيبقى حيا فينا) بدؤا بالبحث عن حليف جديد يراهنون عليه ظنا منهم أن هذه المقاومة قد ولى عهدها وأن شمسها قد آلت إلى الغروب وأن عليهم لحفظ مكتسباتهم كسب ود الأميركي والإسرائيلي والسعودي بمواقف أقل ما يقال فيها أنها غريبة عجيبة .
ولكن كان رهانهم خاطىء فلا الأميركي والإسرائيلي ودول الخليج أنتصرت ولا المقاومة هزمت بل العكس هو الصحيح فالمقاومة أسرعت في ترميم نفسها وتحصين ساحتها وهي ثابته راسخة كما الجبال وأشجار السنديان وهي لم تقع أصلا لتعود فتقف من جديد.
فكل الإغتيالات لم تستطع أن تؤثر على بنية المقاومة (فعزيز ونصر وبدر) كل في موقعه وطبعا درة تاج المجاهدين الرضوان ومنذ أكثر من شهر والعدو يحاول وأكثر من مرة في اليوم الواحد التقدم فيصطدم بصخور عامل وتجبره الأمواج العاتية على التراجع وهو يجز أذيال الخيبة وهناك وعلى كل مثلث أو مفترق تنتظره عواصف الرضوان لتشتت شمله
وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23) .
فلكل من أعاد حساباته وغير رهاناته نقول لهم أبقوا حيثما ذهبتم فنحن لم نعد نريدكم ولكن كما قال الشهيد الأسمى أن أنظروا إلى الميدان أيها الحمقى وهو سيخبركم سيعلم الجمعُ ممن ضمَّ مجلسنا ,
بأنني خيرُ من تسعى به قدمُ أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي , وأسمعت كلماتي من به صممُ أنام ملء جفوني عن شواردها , ويسهرُ الخلق جرّاها ويختصمُ وجاهلٍ مدّه في جهله ضحكي , حتى أتته يدٌ فرّاسة وفمُ إذا رأيت نيوب الليث بارزة , فلا تظنّنّ أنّ الليث يبتسمُ ،
إذهبوا لا أسف عليكم فالذي أرسل نصرالله سيرسل غيره فالأرض لا تخلوا من حجة أبدا وهذا شمال فلسطين يشتعل عن بكرة أبيه بعد أن ضمت المقاومة صفد وعكا وحيفا ويافا ومحيطهم لدائرة الإستهداف كل بضعة ساعات وبغض النظر فالرسالة وصلت إلى فرعون العصر و إلى نافذة منزله هو وسارة وشتان بين سارة وسارة أم أسحاق النبي .
حزب الله لم ولن يتكل على أحد سوى الله سبحانه وتعالى وهو كان ولا زال الرافعة لحلفائه وهذه المسيرة الإلهية لن تتوقف كما لم تتوقف الرسالة المحمدية عند أستشهاد نبينا(ص)
فالحمدلله على ثبات رجال الله في كافة محاور وميادين القتال فهم بعد الله الأمل وهم كفلاء أمتنا وسدها المنيع والحمدلله الذي جعلنا نمر بهذه التجارب.
لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37).
ورب ضارة نافعة ،فللذين أصبحوا يقرأون في كتب الذل والهوان والعار نقول لهم:
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ .
فورثة السلالة الطاهرة من حملة ذو الفقار لا زالو ولا زلنا ولا زلتم بقبضتهم يكتب التاريخ والحاضر والمستقبل ومع الألم الذي لا زال يعتصر قلوبنا على أطفال غزة ولبنان من همجية وبربرية حليف العالم الحر المتقدم ذوي حقوق الإنسان والحيوان والبيئة وكما في ٢٠٠٦ أرجف بالقوم عندما صرحت كونداليزا رايس بشرق أوسط جديد يسحق فيه حزب الله فاليوم هناك من يمني النفس بإعادة عقارب الزمن إلى كلامها من جديد.
ولكن خاب فألهم: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ).
نحن نعلم أنه هناك قنوات لبنانية معادية لخط الشرف والكرامة والحرية ونصرة المستضعف وهذا ليس بجديد ولكن أرى بعض الأمور على الجديد أستغربه كنقلها مثلا الرواية الإسرائيلية عن أعداد القتلى والجرحى من جنود وضباط العدو بينما يجاهد المراسل الفذ والشجاع علي مرتضى وزميلته فاطمة فتوني لنقل الواقع كما هو من على شاشة الميادين.
وكما قال سيدنا الحي فينا بيننا الأيام والليالي والميدان وكل من راهن على سقوطنا نقول(ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم )
الآية 60 من سورة الزمر .