ما هي العيون الباكية يوم القيامة؟!

عبد الرضا البهادلي

وبهذا الإِسناد قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : كلّ عين باكية يوم القيامة إلاّ ثلاثة أعين : عين بكت من خشية الله ، وعين غضت عن محارم الله ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.

شرح الحديث.

. كل عين باكية يوم القيامة:

يوم القيامة هو اليوم الذي يجمع الله تعالى فيه الناس جميعا من الأولين والآخرين وذلك اليوم سوف يبكي الجميع في محضر الله تعالى لندمهم ولقصورهم وتقصيرهم وجهلهم ومعاصيهم وعدم تقديرهم لله تعالى وتوقيره الا ثلاثة أعين هذه مستثناة من البكاء….

١. عين بكت من خشية الله .

المعرفة هي اساس الخشية ، والانسان انما يخشى الله لمعرفته بالله وعظمته ولاجل قال تعالى (انما يخشى الله من عباده العلماء).

«إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا) «ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً».

فالجاهل لا يخشى الله تعالى لانه جاهل بالله وكما في المثل الي ما يعرفك ما يثمنك ،وما قدروا الله حق قدره ، انما العالم الذي عرف مقام الله ومكانة الله وعظمة الله يخشاه ، كما يعرف احدنا مقام وعظمة شخص او ملك من ملوك الدنيا فيقدره…

٢. وعين غضت عن محارم الله .

ولأن غض البصر فيه ملاكات عظيمة ترجع الى العبد والمجتمع امر الله ان يغض المؤمن بصره والمؤمنة بصرها ،قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم، وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن. ولكن غض البصر اليوم ابتلاء العصر ، والقليل ممن يستطيع ان يغض بصره عن محارم الله تعالى بسبب الاختلاط الذي صار طبيعيا في الحياة ، وكل ذلك بسبب طمع الناس وجشعهم وعدم قناعتهم في الحياة ، فيدفع الزوج زوجته او الاخ اخته للعمل المختلط وهكذا، والا فالمراة مكانها البيت ، لتربي الاسرة وتجلعهم قادة للحياة ، والرجل هو من يقوم بخدمتها والقيام عليها كما قالت الزهراء عليها السلام خير للمرأة ان لا ترى رجلا ولا يراها رجلا….نعم يستثنى من ذلك المرأة التي تضطر للخروج ولكن مع الشروط….

٣.وعين باتت ساهرة في سبيل الله.

العين الساهرة في سبيل الله تعالى مفهوم عام ينطبق على مصاديق متعددة فيمكن ان تنطبق على من يقرأ القرآن الكريم في الليل ، او من يسهر من اجل العلم والمعرفة والتفكر في خدمة المجتمع أو يقضي حاجة مؤمن كان بأشد الحاجة اليه أو يسهر من اجل والده الكبير المريض ، ولكن لعل من اجلى واوضح مصاديق العين الساهرة في سبيل الله تعالى عيون المجاهدين اليوم في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وايران فهذه العيون لا تبكي يوم القيامة لانها تسهر وتراقب الاعداء فيما الناس نيام …..

واليوم ومع الاسف الشديد الكثير من الناس يسهرون ولكن سهرهم للهو واللعب، اما في الملاهي ، او المقاهي ، أو على مواقع التواصل الاجتماعي ، أو غير ذلك من الملاهي التي تبعد عن الله تعالى ، وهذه العيون سوف تندم ندما شديدا يوم القيامة …..

الهي اجعل عيوننا ساهرة خشية منك، غاضة عن محارمك ، ساهرة في سبيلك بحق محمد وال محمد صلواتك عليهم اجمعين….

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا