1: سوريا بين الداخل والخارج..سقوط الطغيان ونهاية الوهم..!

علي جاسب الموسوي

على مدى نصف قرن، عاش الشعب السوري تحت وطأة نظام طاغٍ اختزل الدولة في شخصه، وحوّل مفاهيم الوطنية إلى شعارات خاوية تخدم مصالح عائلية وتحالفات ظرفية..

ومع سقوط بشار الأسد، تنكشف حقيقة أن النظام السابق لم يكن يوماً جزءاً أصيلاً من محور المقاومة، بل مجرد كيان انتهازي يتحرك حيث تضمن مصالحه.

الأسد الذي خان لبنان وغزة .. والمحور، وفتح الأبواب للمال الخليجي والسياسات الملتوية، سقط نتيجة تخليه عن المبادئ وتفكيكه الدولة من الداخل .. سقوطه لم يكن على يد الجماعات الإرهابية التي دمرت الأرض السورية وسفكت دماء الأبرياء فقط، بل جاء من الداخل بعد أن انفض الجميع من حوله، وهرب كجبانٍ يواجه مصيره المحتوم والا لوجد له انصار .

هذا المشهد يجب ألا يُصور كفاجعة لمحور المقاومة ابدا ، بل كفرصة جديدة .. محور المقاومة ليس نظاماً أو شخصاً، بل هو عقيدة وأمة وشعوب حية .. وما حدث في دمشق اليوم هو انتصار لهذه القيم التي يحملها المحور ،

والان حيث بات الطريق مفتوحاً لرسم مشهد جديد مبني على وعي الشعب السوري والمبادئ الثابتة ويجب على نخب الشعب اتخاذ خطوات سريعة لسد الفراغ وتحييد الارهاب التكفيري ..

ولعل سقوط الأسد يكون درساً لكل من تخلى عن مبادئ المقاومة وارتهن لمصالحه الشخصية والتحالفات المشبوهة، أن لا حصانة للطغاة مهما طال بهم الزمن، وأن الخيانة لا تصنع أمناً ولا استقراراً بل تؤدي حتماً إلى السقوط والخذلان.

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا