علاقة المثقف والمسؤول من العلاقات الحيوية في المجتمع، بشرط أن يقرأ المسؤول ما يكتبه المثقف إذ تساهم هذه العلاقة في تشكيل الرأي العام وتوجيه السياسات العامة من خلال ما يقدمه المثقف من رؤى وأطروحات وتحليلات.
وهناك تساؤلٌ ملحٌ يطرح نفسه: ماذا يحدث عندما لا يقرأ المسؤول ما يكتبه المثقف؟
أو أطرح السؤال بشكل آخر: لماذا لا يقرأ المسؤول لما يكتبه المثقف؟
عندما لا يقوم المسؤول بقراءة ما يكتبه المثقف، فإن ذلك يشير إلى غياب الوعي بضرورة التفاعل بين الطرفين.
المثقف يقدم أفكاراً ورؤى تهدف إلى تطوير المجتمع، وإذا لم يكن هناك تفاعل، فإن تلك الأفكار قد تظل حبيسة الصفحات. نتيجة عدم اهتمام المسؤول بما يكتبه المثقف، وهذا يعكس تدني مستوى الوعي الثقافي والسياسي لدى المسؤول.
المثقفون غالباً ما يكونون على دراية بالأحداث والتغيرات المعاصرة، وابتعاد المسؤول عن تلك المعرفة قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة.
عندما تغفل آراء المثقفين، فإن ذلك ينعكس سلباً على المجتمع بأسره. المثقفون هم صوت المجتمع، وعدم الاستماع لهم يعني تجاهل احتياجات وتطلعات المجتمع.
وتجاهل المثقفين يتسبب في فقدان الثقة بين المجتمع والمسؤولين. الآن المثقف يمثل ضمير الأمة الواعي، ومن خلالهم يمكن تحسس معانات الناس وأفكارهم وآرائهم، وعدم الاطلاع عليها وأخذها بعين الاعتبار يؤدي إلى إحباط وفقدان الثقة في القدرة على تحقيق تطلعات المجتمع، لذا يجب على المسؤولين أن يدركوا أهمية ما يكتبه المثقف.
يجب أن يكون هناك حوار مفتوح وبناء، حيث يتم تبادل الأفكار والرؤى.
ومن خلال تعزيز هذه العلاقة، يمكن تحقيق تقدم حقيقي في المجتمع.
إن قراءة ما يكتبه المثقف ليست مجرد واجب، بل هي ضرورة حتمية لضمان تطور المجتمع.
يجب على المسؤولين أن يستمعوا وينفتحوا على الأفكار، لأن المستقبل يعتمد على دور المثقف الريادي في عملية التغيير والتقدم.