خريطة الشيعة بعد الاحداث في سورية..!

محمد صادق الهاشمي

ليس مصادفة ولابجهد معين من الجولاني وانصاره ان يصلوا الى الحكم في سوريا ويتربعوا عرش الدولة العربية السورية التي امتدت لعقود تقاوم وتمانع التطبيع انما هي جهود وراء الكواليس قامت بها المحافل الدولية والصهوينية بقيادة القطب الامريكي ؛ لمواجهة الشيعة وهذا ما اعرب عنه نتنياهو اذا حدد هدفه في كلمته التي القاها في الامم المتحدة قائلا ((ان الحرب على غزة تتجاوز غزة الى تغيير خريطة الشرق الاوسط)).

وقد عرض نتنياهو في الامم المتحدة خريطة فيها محور الشر من وجهة نظر الصهيونية وهم الشيعة ومحور السلام من وجة نظره وهم الدول العربية المطبعة .

إذن الذي حصل في سوريا نتاج هذا الهجوم العالمي على محور الشيعة، ومن هنا توجد عدد من النقاط المهمة التي تحدد مستقبل الشيعة في الخريطة الاقليمية والدولية وهي :

اولا /مراجع الشيعة اعلنوا في قم والنجف عبر بيانات في انهم لايمكنهم التنازل عن غزة وهذا موقف شرعي نعم لايخلوا هذا الموقف من اكلاف كون الامر لايتعلق فقط بغزة وان كان هو موقف شرعي الا ان الابعد من هذا ادراك القيادة الشعية ان العدو يستهدف الشيعة سواء وقفوا مع غزة ام لا ،وسواء تركو السلاح ام لا، فان الحرب الصهيونية التي خاضها نتنياهوبعد طوفان الاقصى هي حرب ايدولوجية مخطط لها لتوسعة الكيان الاسرائيلي ضمن الخريطة التي بنوا عليها عقيدتهم والتي تتضمن المساحة الممتدة من النيل الى الفرات وعليه: ان خريطة الشيعة هي خريطة المقاومة للحفاظ على وجودهم كمكون وشعب وامة من الزوال والاستهداف، وان اي تنازل يعني انهم يسلمون رقابهم الى العدو؛ ليستمر في مشروعه .

ثانيا / البعض من الشيعة يتصور ان الموقف الشيعي كان بحال افضل لو لم يواجهو الكيان الصهيوني او انهم يمكنهم تاجيل المعركة او يمكنهم العيش بسلام حال لم يتفاعلوا مع الخط الثوري المقاوم،ولكن القراءة الواقعية للفكر الصهيوني تملي على القيادة التي تعي المخططات الصهيونية ان يواجهوا مهما كانت الاثمان ومهما كانت الاكلاف فانها افضل من ان يتركو السيف يلامس نحورهم.

نعم القيادة العليا ( المرجعية العليا في النجف وقم ) دعت الى دعم المقاومة لانهم يدركون حجم الخطرالمستطير خارج اسباب الاقصى وغزة وليس ادل كتاب نتنياهو الذي كتبه عام 1993 تحت عنوان ((مكان تحت الشمس ))، ولمن يطلع على هذا الكتاب يجد ان نتنياهو عازم بكل قوة على مواجهة الشيعة؛ ٠ لانه يعتبرهم حجر الصد في اقامة اسرائيل الكبرى .وهذا يعني لامكان للشيعة خارج الصراع بل خريطتهم في قلب الصراع وعليهم المواجهة بنحو حتمي ولاخيار غيره .

ثالثا / في كل حرب دولية توجد مخرجات فمخرجات الحرب العالمية الاولى: وعد اللوبي الصهيوني اليهود عام 1916 باقامة الوطن الصهيوني في فلسطين، واما مخرجات الحرب العالمية الثانية اقرت الصهيونية وجود الوطن الصهيوني بشكل رسمي عام 1948، واما مخرجات طوفان الاقصى جعل اللوبي الصهيوني الصراع فرصة لتحقيق اسرائيل الكبرى من خلال مواجهة الشيعة فكانت الابادة ورسموا المخطط لاقامة اسرائيل الكبرى من خلال تاهيل الجولاني والزمر الارهابية الاخوانية لاحتلال سوريا فبادرت اسرائيل الى تدمير السلاح السوري واحتلال الاراضي السورية لتقطيع اوصال الشيعة واضاعفهم تمهيدا لاقامة الكيان بمساحته المزعومة الاوسع ، وبهذا يتاكد ان الصهيونية عازمة ومخططة منذ زمن مبكر للسيطرة على مقدرات الشيعة والمنطقة واحداث حرب سنية ضد الشيعة فلا خريطة للشيعة وفق ما تقدم خارج الاحداث بل هم في قلبها كما خطط العدو .

رابعا / وفق تلك الحقائق تكون خريطة المقاومة والوجود الشيعي، التالي :

1- ان المقاومة ثابتة؛ لانها ترتبط بمصير الشيعة ووجودهم؛ و لان العدو يستهدفهم اولا وبالذات .

2- ان المقاومة لاتعني التحصن بالسلاح بقدر ما تعني الوعي الكافي لادراك مخططات العدو والسير خلف المرجعية.

3- ان العدو تمكن ان يسقط سوريا بيده الا انه لايمكن الغاء ثبات الشيعة ودفاعهم عن مصالحهم وحوزاتهم واسلامهم ومواجهة العدو من خلال الشعوب بعد ان خسروا دولة سوريا فقطعا شعب سوريا شي والجولاني شي اخر.

4- العدوان السافر للكيان والدول الاجنبية في سوريا وانتهاك السيادة لدول عربية اسلامية من خلال عناصر ماجورة يضاعف الجهود على الشيعة بتواصل الجهاد والثبات لان احداث سورية مقدمة للهجوم على الشيعة .

5- السير خلف المرجعيات الواعية المدركة هو صمام الامان، وهو عنصر ثباتهم في الشرق الأوسط .

6- توحيد الموقف الشيعي في العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية والعمل وفق روية موحدة واحدة في مواجهة التحديات .

7- الحفاظ على عناصر قوة الشيعة ومنها الحشد الشعبي والمقاومة واستنهاض الشعوب الشيعية بعمق اكبر وحضور فاعل .

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا