وسيلتان لم أحسن استخدامهما يوماً : المدح والرثاء
لذا تجنبتهما رغم عديد الكتب ومئات الدراسات والبحوث التي كتبتها في مراحل مختلفة ، لذا لم أجد ما أقوله عن ذلك الصوت العراقي شديد الصفاء ، شديد الثقة ،وهو يدحر الأصوات النشاز التي كانت تطلق سعاراً محموماً ضد العراق .
كان مؤمناً درجة اليقين بقيامة العراق .
العراقي الذي ينتابه القلق على بلاده ،لكثرة الأصوات التي تطعن بهذا البلد الأسطوري ، تعيده جولات كريم بدر وصولاته في ميادين الاعلام ،وبأدلة قاطعة تخرس الأصوات الحاقدة وتضعهم في مواقع الحقيقة .
كان العراق بحاجة الى صوت كريم بدر ،بحاجة الى ذلك المدماك الصلب في البناء الثقافي والاعلامي العراقي ، لكن كريم رحل ، في وقت كانت احلامه بعراق ينهض ويزدهر ،توشك ان تتحقق ، وان كان القلق مازال قائماً .
رحل كريم بدر- هكذا بكل بساطة ،لم يترك وراءه ثروة مالية ،ولامنصباً رفيعاً ،ولامواكب ومقرات وسيارات فخمة وطائرة خاصة أو زعامة يأتمر بأمرها الالاف ، رحل كما يجدر بعراقي ،آمن بوطنه حتى النفس الأخير …