اليوم الاحد هذا السوم الرهيب .. سوف تشهد لبنان حدثاً مأساوياً ان كنا نحسبها بحساباتِ أهل اصحاب الدنيا وحدثاً مزلزلاً فيها طمأنةٌ لقلوب رجالٌ الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه لان الشهيد والشهادة هما عنوانان متلاصقان متلازمان لا ينالهما الا ذو حظ عظيم وبهما يكون الشخص قد ناله سعادة الاخرة قبل سعاده الدنيا.
نعم سيدنا ابا هادي فقد نلتها بعد طول الانتظار والاجتهاد في التوسل والدعاء بان تلتحق بركب وقافلة جدك ابا عبد الله.
نعم سيدي ابا هادي هذه الشهادة وهذه المكانة التي نلتها انت واخوتك وابطالك ومقاتليك ما اتت من فراغ بل اتت بعد مخاض طويل وسنين بالعشرات السنين في السباق مع الموت والشهادة واخيرا نلتها يا ابا هادي ان كنت قد تركتنا بجسدك ولكن روحك وابتسامتك وافكارك والهاماتك سوف تبقى حية في وجداننا وضميرنا فمنها القوة والصبر والعزيمة والاستمرار ومنها نزيد تكاتفنا تكاتف المقاومه معه جمهورها هذه العلاقة الروحيه العقائديه التي اسقطت وستسقط وستسقط كل المؤامرات الخبيثه والدسائس التي يحاول محور الشر ان يفرضها على واقعنا.
سيدي ابا هادي ما قمت به عجز عنه الاعراب على طول ومدى 70 عاما فقد نقلت الحرب والمعركة الى عمق العدو وقد عجزوا عنها وقد لقنت هذا العدو الغاصب درسا بل دروسا وقد عجز عنها فقد اوصلت رسائلك الى هذا العدو الواحدة تلو الاخرى واستهدفتها اهدافا امنية واستخباراتية اقتصادية عسكرية حيوية.
في عمق العدو، ما قمت به لم يستطع ان يقوموا يه مجتمعين على مدى 70 عاما لذلك كان العدو يخشاك ويريد ان ينال منك وعندما وجدوا الفرصة لاستهدافك انزلوا جام غضبهم اكثر من 80 قنبلة خاصة نوعية بحيث من ة وقوه التفجيرات ف‘ن مراكز الرصد الزلزالي رصدت زلزالا في موقع الانفجار هذا يدل على مدى الحقد الدفين في نفوس قيادات العدو.
وكم انت لقنتهم واوجعتهم ضربا وقصفا بحيث عندما ارادوا ان يستهدفوك لم يراعوا الا ولا ذمة ولم يراعوا الاعراف والقوانين الدولية بل استعملوا ترسانة قوية جدا.
نعم قد يكونون استهدفوا جسدك الطاهر والذي بشموخك عندما تقف يكون مستوى مداسك بمستوى رؤوسهم هذا هو حجمهم ووزنهم الحقيقي عندما استهدفوا جسدك لكن لم يستهتفوا روحك التي بقيت وستبقى منارا مع اخوتك وابنائك فمن عزيمتكم ومن اسراركم ومن ثباتكم واستشهادكم في موقع مواقع المعركة نستلهم الدروس والعبر.
الصمود والايثار ومقاومة المجرمين كان مساركم المهني المعلن في حرب الأشرار، ونحن أبناء محور المقاومة وجماهيرنا ننال مرضاة الله تعالى .. النصر قادم بدمائنا ويكون عندها النصر المؤزر مؤكدا لنا وبشهادتك سيكون لنا منهجا ودستورا ابا هادي.