الى السيد علاء الموسوي الهندي

لقد اطّلعنا على تعليقكم حول زيارة آية الله العظمى الشيخ الجوادي الآملي الى حوزة النجف الأشرف وتفسير الاهتمام به، ولنا عدد من الملاحظات  :

 

١- قلتم : (( أن الاستقبال الذي حظي به آية الله الشيخ جوادي آملي من المرجع السيستاني تعبيرًا عن الأخلاق العالية للمرجع السيد السيستاني مع من يختلف معهم في المنهج العلمي، ولايعني أن هذا الاستقبال قبولا وامضاءً من المرجع لمنهج العرفان والفلسفة وغيرها من العلوم التي تعتمد على معتقدات بن عربي وكتاب الفصوص)).

بل يحتاج الرأي العام تفسيرا لكلامكم وتفسيركم لاستقبال حوزة النجف الاشرف للشيخ جوادي املي واهتمام شخص المرجع السيستاني به فهل جنابكم ناطق باسم المرجعية ام تريدون تصحيح موقف خاطئ من المرجع ؟ فبأي صفة تتحدثون . سيما ان كلامكم يتناقض مع كلام السيد السيستاني مع الشيخ الجوادي الآملي الذي اعتبر منجز (تسنيم) مفخرة للشيعة بقوله ((لقد أمضيتم أربعين عامًا في رحاب القرآن الكريم وبذلتم جهدًا كبيرًا؛ وإن عملكم هذا مفخرة للتشيّع)). فكيف تفسرون عبارة المرجع السيستاني ومدحه للكتاب والمؤلف  : بأنّ كتاب تنسيم مفخرة للشيعة وثنائه على الشيخ الجوادي الاملي بانه أفنى عمره وبذل جهده لأجل القرآن، أليس هذا الثناء والافتخار مؤشر على اهتمام المرجع بهذا المنجز (تفسير تسنيم) وعلى عِظَمِ مكانة الشيخ الآملي. فلماذا تتحدث بما يناقض كلامه اعلى الله مقامه  ؟

 

٢- من قال لك أنّ السيد السيستاني استقبل الجوادي الآملي من باب الاخلاق مع تحفظه على منهجه؟! أليس الشيخ الآملي أهدى كتاب تفسير (تسنيم) المكون من (80) مجلدا لسماحة المرجع السيستاني بشكل شخصي ولم يرفض المرجع السيستاني الهدية؛ بل علّق على أنّ هذا السِّفر مفخرة وهذا الموقف يناقض تفسيركم ولو كان منهج الاملي مرفوضا لنبه الإمام السيستاني عليه ؛ حذرا من وقوع الأمة الإسلامية في ظلال دون الحاجة لكم.

 

٣- ذكرتَ جنابك الكريم أن السيد المرجع السيستاني ينفي اعتماده على منهج بن عربي وخصوصا كتاب (الفصوص)  في جواب سابق منه عام 2023 عن أحدهم، والتناقض في كلامكم سيد علاء الأجلّ، واضح فإنّ جواب المرجع السيستاني بعدم اعتماده منهج بن عربي لايعني رفضه الفلسفة مطلقًا، ويبدو من كلام السيد علاء الخلط الشديد بين علوم مستقلة كلٌّ له موضوعه وخصائصه هذ أولا، وثانيا هل اطلعتم على تفسير (تسنيم) بالكامل وعرف جنابكم أين وبأي مورد تم الاعتماد على كتاب الفصوص حتى ترفض أن يكون استقبال المرجع السيستاني لأية الله الجوادي الآملي إقرارًا بمنهج بن عربي، وثالثا: إنّك ناقضت نفسك سيدنا عميقًا، فإنّك تستدلّ برد المرجع السيستاني على عدم أخذه باي منهج غير القران والروايات الصحيحة، أي أنّه لايقرّ بمنهج بن عربي وهذا الكلام من المرجع السيستاني قطعا يكشف أن تفسير تسنيم لا يحتوي أفكار كتاب (الفصوص).

 

٤- سيدنا الأجلّ : الحوزة العلمية فيها مدارس ومناهج وأفكار وهذا طبيعي ومن حق الجميع في الحوزة النقاش فيه، ولكن من دون تحامل وهو واضح في كلامكم بأنّكم تنصحون الاخرين  ان يتعلموا من المرجع السيستاني في استقبال من يختلف معهم في المنهج الفكري فتنصحهم  بان لا يتعاملوا بالحجر والمنع وربما التهميش والتضييق، والكل يعرف قصدكم وهذا تحامل وليس جوابا علميّاً، فإنّ حوزة قم كانت وما زالت زاخرة بالآراء والمناهج المتعددة وعلى فرض وجودها فليس من المناسب هكذا رد كونه يتعارض مع الأسلوب العلمي الذي يتوفر للفضلاء والعلماء، ويبعدهم عن الرد المتشنج ولغة الهجوم .

 

٥- قطعا أنّ الحوزة لديها وجهات نظر في الفلسفة وبعض العلوم لكن هذا بقي ويبقى من مختصات الحوزة ولا داعي للترويج له عبر الإعلام، لأنّ الامة تنتظر من الحوزات الوحدة والاحترام للعلماء وعدم تثقيف الاجيال والنخب على الخلافات، وما ضرّك ان تهتم الحوزة بعَلَم من أعلامها وقد وصفه المرجع انه (مفخرة للتشيع ) ؟!!! سيما ان الحفاوة والاستقبال وزيارة العلماء الكبار وأساتذة الحوزة له مؤشر على وحدة الحوزتين ورؤيتهما الناضجة في مواجهة التحديات وإبلاغ الرأي العام على الانسجام في الكلّيات وليس الحديث عن الخلافات الفكرية وتقليل الاستقبال الذي يحمل قيمًا تحتاجها الأمة في ظل الظروف الراهنة، واليه أشار المرجع السيستاني بقوله: ((نظرتنا الى الحوزة العلمية في قم لا تختلف عن نظرتنا الى حوزة النجف وسنبذل قصارى جهدنا لدعم الحوزات العلمية )).

 

٦- ربما يحتاج الرأي العام تفسيرًا لتفسيركم لاستقبال حوزة النجف الاشرف للشيخ الجوادي الآملي واهتمام شخص المرجع الكبير به، فهل جنابكم ناطقٌ باسم المرجع ام تريدون تصحيح موقف خاطيء في حوزة النجف الاشرف ومراجعها؟!! وعليه بأي صفة أنتم تتحدثون، وكررت السوال لانه مقال أمة  ؟.

 

٧- مجيء علم من أعلام حوزة قم الى حوزة النجف محترما لها ويقوم بإهداء كتابه في التفسير موشرٌ على احترام هذا المرجع وحوزة قم الى أهمية حوزة النجف وتعظيمًا لها ولمرجعها الأعلى، فليس من المناسب تقليل تلك الإشارة والطعن فيها من أيِّ منصفٍ، فضلًا عن أنّ الشيعةَ يحتاجون اليوم وغدًا الى الحديث عن فكرهم ونتاجاتهم العلمية في القرآن الكريم، بعد أن قال فينا الآخرون أنّنا لا نهتم بتفسير القرآن، فكما تقوم جنابك بتصحيح موقف النجف الاشرف دون مسوغ  أيضا لنا الحق أن لا نقبل أن تصحح للمراجع والعلماء والفضلاء في النجف الاشرف مواقفهم وفق رؤيتك الخاصة  فما يحق لك يحق للآخرين .

 

ومن حق المرجعية أن تستقبل أية الله جوادي املي أو بابا الفاتيكان من دون الحاجة تبريركم ولم نسمعه في البابا مع العلم أن اختلاف المناهج مع الاخير اعمق.

 

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا