ما هو الفرق بین اغتیال القائد اسماعیل هنیه، وبین ضربة الصواریخ الإیرانیة؟!

د. محمد العبادي

حركة حماس قدمت كثير من الشهداء على درب الحرية والتحرير؛ فقد اغتال الكيان الصهيوني الكثير من قادتها مثل :عماد عقل سنة ١٩٩٣م، وبعده يحيى عياش سنة ١٩٩٦م، وزعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين في سنة ٢٠٠٤م وبعده بشهر اغتالت قائد الحركة عبدالعزيز الرنتيسي وتبعهم شهداء آخرين إلى أن وصلت النوبة لإغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ثم رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنيه.

العملية التي تم بها اغتيال إسماعيل هنية كان جهاز الموساد قد خطط إليها بدقة وضرب محل إقامته بمقذوف من الخارج دفع بالأحجار نحو مكان ضيافته فاتى عليه شهيداً .

إنّ العملية التي قام بها الموساد رغم دقتها، إلا أنها كانت دنيئة وجبانة ولاتنم عن شهامة وشرف عند محاربة الأعداء وهذه المزية غير الأخلاقية من المزايا الحصرية للموساد الإسرائيلي وأساتذتهم في السي آي أيه ، فهم يغتالون بخبث وغدر،

ولايهتمون بالجانب الأخلاقي عند تصفية الخصوم أو محاربتهم وهذه السجية تسري حتى إلى القيادات العسكرية بأصنافها المختلفة حيث كشفوا عن وجههم القبيح بقتل المدنيين، وعلى عكس ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعها محور المقاومة قد أخذوا على عاتقهم استهداف المواقع العسكرية دون المدنية .

الوعد الصادق ٢ أو الهجوم الصاروخي الإيراني الثاني على إسرائيل، جاء بعد تحذيرات وتهديدات علنية لقادة الإحتلال، ولم يكن الأمر سرياً؛ وكانت الأقمار الصناعية تراقب حركة منصات إطلاق الصواريخ وتوجيهها، كانت أمريكا ومعها اسرائيل يتصورون أن الهجوم الصاروخي الذي أعدته إيران لإسرائيل لايعدو أن يكون مشابها لهجوم الوعد الصادق الأول المركب من الطائرات المسيرة والصواريخ ، ولكن خابت أمانيهم .

انطلقت الصواريخ الايرانية من أكثر من مكان لتثأر للشهيدين هنية ونصر الله ورفاقهما ، وكانت كأنها الشهب الثاقبة أو كأنها النجوم البيضاء تسبح في السماء، وما أجمل منظر السماء عندما توشت بتلك الصواريخ بذيلها الأبيض ولمعانها الفضي، وشاهدناها عندما كانت تسقط على الأهداف، كأننا بذلك المشهد نرتل ( والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب ) .

نعم ثقبت تلك الصواريخ الايرانية قبتهم الحديدية وأنظمة الدفاع التي تبجحوا بها؛بل هربت صواريخ قبتهم الحديدية وانحرفت عن مسارها عندما جاءت صواريخ إيران الفرط صوتية كأنها تتجنبها؛ ياله من مشهد يوم عظيم تجلت فيه الآية الكريمة ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) تجلت تلك الآية على وجوه الناس، وانكشف زيف الدعايات حول قوة الكيان الصهيوني وحماته.

انّ اغتيال الشهيدين اسماعيل هنية والسيد الشهيد نصر الله كان تكتيكياً ومرحلياً، لأن قتل القادة لايوقف طريق الجهاد، ويوجد لديهم قادة كثيرون يواصلون النهج ويجددون المسيرة .

إنّ ضربة الوعد الصادق ٢ لها أبعاد استراتيجية؛ فقد كشفت عن ضعف الكيان الصهيوني، وكيف وصلت تلك الصواريخ إلى اهدافها، وربما شاهد العدو والصديق كيف يهرب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ ، وكشفت عن هويته الإجرامية وهوية حماته الغربيين.

إنّ أمريكا واسرائيل ومعهما الغرب الاستعماري لا زالوا يتوهمون أن قوة إيران تنحصر بصواريخها وطائراتها المسيرة، في حين أن تلك الصواريخ والمسيرات تعتبر واحدة من القدرات الكثيرة التي تتمتع بها إيران، وربما ستكشف لنا الأيام أو الأشهر القادمة عن قدرات أخرى لإيران قد اخفتها لمفاجأة العدو .

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا