من الغريب أن يستمر جزء من إعلام محور المقاومة في الانجرار وراء الإعلام العربي المتصهين، وهو يركِّز على خسائر المقاومة ومشاهد الدمار في غزة ولبنان، ولا يركز على الإنجازات التاريخية غير المسبوقة لمحور المقاومة الإسلامية.
هذه المقاومة فضحت مرة أخرى كذبة الكيان الصهيوني في التفوق، وأظهرت حجم ضعفه وعجزه أمام المحور، وخاصة خلال الشهر الأخير؛ حيث تكبد خسائر فادحة، غير مسبوقة في كل حروبه؛ فالصهاينة لم يذوقوا من كل الجيوش العربية المنهزمة، منذ 1948 وحتى 1973، ما يذوقونه اليوم من مرارة وآلام على يد المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، في المواجهات البرية، حيث يسقط يومياً عشرات القتلى والجرحى، ويتم تدمير كبير للمعدات الحربية الإسرائيلية. أما صواريخ حز ب الله ومسيّراته التي يطلقها بالمئات يومياً؛ فقد باتت تشلّ الحياة في (إسرائيل)، وتصيب الصهاينة بخسائر ورعب وإرباك شامل على مدار الساعة، وقد بلغت خسائر (اسرائيل) يومياً 500 مليون دولار، بضمنها الكلفة العسكرية للحرب، البالغة (140) مليون دولار يومياً، إضافة إلى خسائر الاقتصاد المشلول وغيره، أي ما معدله 60 مليار دولار شهرياً.
هذه كلها مؤشرات قائمة على الأرض، وهي تنذر الصهاينة بأخطار وجودية؛ حيث يؤكد استراتيجيون أمريكيون بأن استمرار الحرب لسنة أخرى؛ سيؤدي إلى تدمير 50 بالمائة من الحياة في الكيان الإسرائيلي، وإعادة ميزان القوة داخله إلى ما قبل العام 1948. وهي الحقائق التي ينبغي أن يركز عليه إعلام محور المقاومة.