في زمن يحاول فيه الاستكبار نزع كل ما أسست له “العمامة المقاومة” ذات البعد التعبدي العملي المناهض لكل أنواع الانحراف والشذوذ عن قواعد وأهداف الرسالات السماوية، ولعل البوصلة تتجه منذ زمن نحو “العمامة الشيعية” تحديدا، لأنها هي الوحيدة الباقية في ميدان الصراع ولم تلق سلاحها ولم تتنازل عن أهدافها المرسومة لها.
وهذا البقاء العقلائي ذي النهج البصير أنما هو بسبب تعلق هذه الطائفة بمسير معصوميها الأئمة الأطهار عليهم السلام، فهم من منحها الاستقلال عن الحكومات الصالحة قبل الظالمة، ليبقى قرار مرجعياتها الحقيقية أبعد ما يكون عن دوائر الترويض والاختراق بنسبة كبيرة جدا كما يشهد الواقع بذلك.
ولكن لأن الحرب الإعلامية زخرت بفنون الأدوات المقنعة لشرائح لم يعد تعلقها بالمرجعية أو العمامة نفس التعلق الأول قبل زمن الانفجار التكنلوجي والرقمي! بل وزاد على ذلك كثرة النماذج المعمّة والمنتمية زورا الى الحوزة الشريفة ذات البعد القيادي، بل وتشتد المصيبة إذا ما نظرنا الى حجم الانفلات في تقمص شخصية الحوزوي القيادي الطارد والمرسوم له هدف انيط به خبيثة!
مرحلة من الخطوة تستدعي الاختيار الصارم للعمامة المراد زجها في ميدان العمل المؤسساتي أو جهاد التبيين الذي أشار له القائد الخامنائي المفدى، لأن مثلما هي خطرة في الجذب والتأثير هي خطرة إذا سقط المتصدي أو انكشف أنه على غير الواقع التقوائي المطلوب!
كما هو الحاصل مع شديد الأسف بين الفينة والأخرى تتهاوى رموز وشخصيات تفشل وتغرق في اختبار التقوى بشبر من الماء! ومن هنا ذهب برقيها الأول وتأثيرها العظيم في نفوس الكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
٢٤ ربيع الأول ١٤٤٧هجري
٢٦ شهريور ١٤٠٤
٢٠٢٥/٩/١٧م
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”