حربنا الراهنة واعادة تشكيل المنظومة الدولية..!

د. محمد صادق الهاشمي

من البديهي لاي متابع يجد ان العالم يعيد تشيكل خريطته وتحالفاته وتوزيع قوته وجغرافيته وعناصر قوته في كل مرحلة ومنعطف وموثر ؛ففي عالمناالقريب كانت الامبراطوية العثمانية هي المتسيدة ثم تهمشت وخرجت عن مسرح الأحداث الدولية وحتى الإقليمية وتغير شكل العالم وتغيرت معه موازين القوة بعد الحرب العالمية الاولى وهكذا الثانية، ثم بعد الحرب الباردة التي أطاحت بالقطب السوفيتي .

في حربنا اليوم مع الصهيونية نجد انها حرب وجودية؛ لان الشيعة يتجهون الى قطع مسافات نحو القطبية والتموضع في النظام الدولي الجديد الذي بدت نذره واضحة ومعالمه مشخصة في تشكيل نظام دولي جديد.

نعم من البديهي ان العالم يتغير بفعل الايدولوجيات وظهور الاكتشافات والتقنيات وغيرها من العوامل.

وفي عالمنا ظهرت اربعة ثورات غيرت شكل النظام الدولي فضلا عن العوامل والموثرات الاخرى من الثروات والاقتصاد والناتج الاجمالي لاي دولة وموقعها حركتها وابرز تلك الادوات التي غيرت شكل النظام الدولي هي :

1- ثورة الحديد التي نقلت الانسان الى عالم اخر أكثر تطورا في السلم والحرب وأنها حياو البداوة وأدى إلى هيمنة دول وتراجع اخرى فالحديد عامل دخل في صناعات مدنية كسكك الحديد والطائرات والبوارج وسفن النقل التجاري و وفي مختلف وسائل النقل والربط التجاري والتطور المدني اذ انتقل الانسان من البناء الافقي الى العمودي ، وتلك الثورة هي احد دوافع هتلر في الحرب العالمية الثانية للسيطرة على العالم وقد عمدت دول اخرى على استثماره في الحرب العالمية الاولى .

2- ثورة الاكتشافات النووية والتي حسمت الحرب العالمية الثانية من خلال ضرب هيروشيما وناكازاكي فظهر قطبان شرقي وغربي .

3- ثورة الفضاء والتي تجلت باطلاق الاقمار الصناعية فاستعملت احد ادوات الحرب الناعمة والباردة لتفكيك الاتحاد السوفيتي وفق مشروع” جوزيف ناي” .

4- ثورة الذكاء الاصطناعي

نحن اليوم امام عالم متغير يعيد تشكيل النظام الدولي .

يعتمد الغرب على الذكاء الاصطناعي المتفوق في مجالات جعلت الغرب متقدم لمسافات تقدر ب(٣٠ ) عاما عن عالمنا وقد تم وضع كل تلك النتاجات التي تم اكتشافها على يد العالم جون مكارثي ثم طورها العالم اليهودي كوهين في معرفة تفاصيل معقدة يعجز العقل البشري عن معرفتها تحت تصرف الصهيونية والكيان الإسرائيلي .

نعم العالم يتغير ويتجه الى اعادة تشكيل القطبية والمنظومة الدولية وان كان عالمنا متخلف في الذكاء الاصطناعي لكنه يمكنه من تحقيق الالتحاق بالقطبية التعددية القادمة في ظل تشكيل المنظومة العالمية ؛ كون الذكاء الاصطناعي تقدمت فيه الجمهورية في مجالات واسعة واستفادت من الصين والروس وهي تحث السير لتعظيم ثروتها العلمية الخاصة.

– ولكن لايذهب بنا الوهم الى ان الذكاء الاصطناعي احد ادوات التفوق حصريآ والتي تحسم التغيير في المنظومة الدولية بل هو احد اسباب التغيير الى جانب عناصر متوفرة لدى الشيعة أكثر من توفرها لدى الغرب وامريكا كالثروات والايدولوجيا والجيبولتيك والمواقع والطاقة وعشرات الادوات التي تعتبر عامل مهم ومميز في اعادة تشكيل النظام الدولي .

– النتيجة ان النظام الدولي يتجه إلى تشكيل خريطة جديدة وتبادل المواقع كمااشار الامام الخامنئي مما يشي بان امريكا في حربها قبل وبعد الوعد الصادق تحارب لاجل البقاء من خلال دعم الكيان ومواجهة الشيعة لان الصين اليوم تتفوق على امريكا في الناتج الاجمالي ب(12) مرة والروس عازمون على مواجهة القطب الاحادي اما في عالمنا – نحن الشيعة – فان موضعنا في المنطقة المهمة من العالم بوجود القاطرة ( إيران )والمقطورة ( الوجود الشيعي في العالم العربي والإسلامي ) وتوفر امكاناتها البشرية وعقيدتها وثرواتها وتحالفاتها مع القطب الصيني والروسي نوعا ما ، وقوة الردع وثبات الموقف انتج ان الشيعة يحتلون قلب العالم وفق نظرية ((ماكيندر )).

نعم هم قوة في الخليج الزاخر بالطاقة والمميز بالجغرافيا والمهيمن على المنافذ ومجمل الجيبوليتيك لكن الحرب والوصل الى الحضارة لهااثمان واكلاف كما يقول الامام الخامنئي الاوان الوعد الصادق الاول والثاني واخبار عن امتلاك السلاح النووي أو إمكانياته جعلت العالم يدرك أن الشيعة جزء من العالم الجديد مابعد طوفان الأقصى وتلك ثمرات النهضة الخمينية الشيعية .

١٨/١٠/٢٠٢٤

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا